﴿وَ كَثِيرٌ مِنَ النّٰاسِ﴾ [الحج:18] ما قال كلهم و هكذا حب هذا العبد في قلوبهم و إن وضع له القبول في الأرض فتحبه بقاع الأرض كلها و جميع ما فيها و كثير من الناس على أصلهم في السجود لله سواء
(منصة
و مجلى)نعت المحب بأنه لا يعلم أنه محب كثير الشوق لا يدري لمن عظيم الوجد
لا يدري فيمن لا يتميز له محبوبه القرب المفرط حجاب فيجد آثار الحب و قد لبسته صورة محبوبه مما يحكم في خياله فيطلبه من خارج فلا يجد ما عانق من صورته في نفسه لكثافة الظاهر عن لطف الباطن المحب مع المعنى الذي يأخذه من المحبوب و يرفعه في نفسه و ذلك المعنى المرفوع عند المحب منه هو الذي يقلقه و يزعجه فهو فيه و لا يدرى أنه هو فيه فلا يطلبه إلا به اللطيف يغيب عن الحواس يقول و لا يعقل ما يقول و لا بقوله قلبي عند محبوبي
ضاع قلبي أين أطلبه *** ما أرى جسمي له وطنا
و لا بقوله محبوبي في قلبي لا أدري في أي الحالتين هو أصدق بجمع بين الضدين هو عندي ما هو عندي المحب اللّٰه «تجلى اللّٰه لآدم و يداه مقبوضتان فقال يا آدم اختر أيتهما شئت قال اخترت يمين ربي و كلتا يدي ربي يمين مباركة فبسطها فإذا فيها» «آدم و ذريته» الحديث فآدم في القبضة و آدم خارج القبضة هكذا صورة المحبوب مع المحب هو فيه ما هو فيه فنعوته كثيرة لا تحصى و ليس لها حد فيبلغ بالبحث و الاستقصاء غير أن مشارب الحب متنوعة باختلاف المحبوب فإن عقلت عني فقد رميت بك على الطريق فإياك و التشبيه فالحب و الجد و الشوق و الكمد حقيقة واحدة لها نسب مختلفة لاختلاف المتعلق فهي نعوت تحكم سلطانها فيمن قامت به لا يرجع منها إلى المحبوب نعت و لا له فيها حكم إلا أن يكون محبا فافهم و هذا القدر كاف على الإيجاز في نعت المحبين في الجانبين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية