﴿جَنّٰاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَ أَعْنٰابٍ﴾ [المؤمنون:19] و إن كانت المعصية الكفرانية فجهنم من أغلال و عذاب و من مقام الدعوى في الصورتين
[الملك في وجودنا]
فنفرض الكلام في هذه الآية على حد الملك و ما ينبغي له و هل ترتقي النفس من يوم الدين إلى الفناء عنه فأقول إن الملك من صح له الملك بطريق الملك و سجد له الملك و هو الروح فلما نازعه الهوى و استعان بالنفس عليه عزم الروح على قتل الهوى و استعد فلما برز الروح بجنود التوحيد و الملإ الأعلى و برز الهوى كذلك بجنود الأماني و الغرور و الملإ الأسفل قال الروح للهوى مني إليك فإن ظفرت بك فالقوم لي و إن ظفرت أنت و هزمتني فالملك لك و لا يهلك القوم بيننا برز الروح و الهوى فقتله الروح بسيف العدم و ظفر بالنفس بعد إباية منها و جهد كبير فأسلمت تحت سيفه فسلمت و أسلمت و تطهرت و تقدست و آمنت الحواس لإيمانها و دخلوا في رق الانقياد و أذعنوا و سلبت عنهم أردية الدعاوي الفاسدة و اتحدت كلمتهم و صار الروح و النفس كالشيء الواحد و صح له اسم الملك حقيقة فقال له ملك ﴿(مٰالِكِ)يَوْمِ الدِّينِ﴾ فرده إلى مقامه و نقله من افتراق الشرع إلى جمع التوحيد و الملك على الحقيقة هو الحق تعالى المالك للكل و مصرفه و هو الشفيع لنفسه عامة و خاصة خاصة في الدنيا و عامة في الآخرة من وجه ما و لذلك قدم على قوله ملك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية