﴿حَتّٰى إِذٰا جٰاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً﴾ [النور:39] فنكر و ما قال لم يجده الماء فإن السراب لم يكن ذلك المحل الذي جاء إليه محل السراب و لو كان لقال وجد السراب و ما كان سرابا إلا في عين الرائي طالب الماء فرجع هذا الرائي لنفسه لما لم يجد مطلوبه في تلك البقعة فوجد اللّٰه عنده فلجأ إليه في إغاثته بالماء أو بالمزيل لذلك الظماء القائم به فبأي أمر أزاله فهو المعبر عنه بالماء فلما نفى عنه اسم الشيء جعل الوجود له سبحانه لأنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فما هو شيء بل هو وجود فانظر ما أدق هذا التحقيق فهذا كنار موسى فتجلى له في عين حاجته فلم تكن نارا كما قلنا
كنار موسى يراها عين حاجته *** و هو الإله و لكن ليس يدريه
(الباب السادس و العشرون و مائة في معرفة مقام الحكمة و الحكماء)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية