و لقد رويت في هذا المعنى حكاية عجيبة عن يهودي أخبرني بها موسى بن محمد القرطبي القباب المؤذن بالمسجد الحرام المكي بالمنارة التي عند باب الحزورة و باب أجياد رحمه اللّٰه سنة تسع و تسعين و خمسمائة قال كان رجل بالقيروان أراد الحج فتردد خاطره في سفره بين البر و البحر فوقتا يترجح له البر و وقتا يترجح له البحر فقال إذا كان صبيحة غد أول رجل ألقاه أشاوره فحيث يرجح لي أحكم به فأول من لقي يهوديا فتألم ثم عزم و قال و اللّٰه لأسألنه فقال يا يهودي أشاورك في سفري هذا هل أمشي في البر أو في البحر فقال له اليهودي يا سبحان اللّٰه و في مثل هذا يسأل مثلك أ لم تر أن اللّٰه يقول لكم في كتابكم ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ﴾ [يونس:22] فقدم البر على البحر فلو لا إن لله فيه سرا و هو أولى بكم ما قدمه و ما أخر البحر إلا إذا لم يجد المسافر سبيلا إلى البر قال فتعجبت من كلامه و سافرت في البر يقول الرجل فو الله ما رأيت سفرا مثله و لقد أعطاني اللّٰه فيه من الخير فوق ما كنت أشتهي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية