تنحط من عزها غلب الرقاب له *** و هو المثبت للاعراض و العلل
[نسبة الأخلاق إلى اللّٰه و إلى الإنسان]
«قال رسول اللّٰه ﷺ ما كان اللّٰه لينهاكم عن الربا و يأخذه منكم» و هو حديث صحيح فأدخل نفسه معنا فيما نهانا عنه في الحكم فالأخلاق كلها نعوت إلهية فكلها مكارم و كلها في جبلة الإنسان و لذلك خوطب بها فإن بعض من لا معرفة له بالحقائق يقول إنها في الإنسان تخلق و في الحق خلق فهذا من قائله جهل بالأمور إن لم يطلق ذلك مجازا أو بالنظر إلى تقدم وجود الحق على وجود العبد لأنه واجب الوجود لنفسه و الإنسان موجود بربه فاستفاد الوجود فاستفاد الخلق منه فإذا راعى هذا الأصل فقال بالتخلق كان صحيح المقصد و إن أراد بالتخلق أن ما هو للحق حقيقة و اتصف به العبد إن لم يكن عنده إلا في الوقت الذي اتصف به فسماه لذلك تخلقا لا خلقا و ما يكون خلقا إلا ما جبل عليه في أصل نشأته فلا علم له بنشأة الإنسان و لا بإعلام النبي ﷺ بأن اللّٰه خلق آدم على صورته و يلزم هذا القائل أن يكون ما جعله من الصفات حقيقة للعبد ثم رأينا الحق قد اتصف به أن يكون ذلك في اللّٰه تخلقا من اللّٰه بما هو حق للإنسان و هذا لا يقول به من عنده أدنى شيء من العلم
[الأخلاق الإلهية كلها في الجبلة الإنسانية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية