فنفيها عين إثبات لها فمتى *** أمتها جاء ذاك الموت أحياها
فليس يعدمها إلا الفناء فكن *** من أهله فيكون الحق مأواها
[مقام ترك الفتوة متصف بالنقيضين تماما مثل الحب في الحكم]
اعلم أن ترك الفتوة مشيك في حق نفسك و حظها إذا مشيت في ذلك عن أمر اللّٰه لا لما يقتضيه طبع النفس كنت صاحب فتوة فصاحب هذا المقام صاحب فتوة لا فتوة متصف بالنقيضين فالفتوة مثل الحب في الحكم سواء فإن الحب يقضي في المحب الاتصاف بالنقيضين إذا اتفق أن يكون أحد النقيضين محبوبا للمحبوب مما يكرهه المحب لكون الحب لا يطلبه و لا يقتضيه
[الفتوة هي العمل في حق الغير إيثارا على حق نفسه]
فاعلم أن الإنسان إنما يرغب في الأعمال التي نص الشارع على عملها أو تركها إن كانت من التروك ليكون بامتثال ما كلف على حد ما أعطاه الكشف و الايمان و العقل في أعلى المراتب و لا يكون ذا همة دنية فإذا تعرض له في وقت عملان أعني أمرين من فعل أو ترك عمد إلى أفضلهما و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية