و جعله نعتا كونيا في قوله ﴿وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ [الكهف:110] و ما من صنف ذكرناه من هؤلاء الأصناف الذين هم جميع ما سوى اللّٰه و قد حصرناهم إلا و قد عبد منهم أشخاص فمنهم من عبد الملائكة و منهم من عبد الكواكب و منهم من عبد الأفلاك و منهم من عبد العناصر و منهم من عبد الأحجار و منهم من عبد الأشجار و منهم من عبد الحيوان و منهم من عبد الجن و الإنس
[المخلص في العبادة التي هي له ذاتية أن لا يقصد بها إلا من أوجده]
فالمخلص في العبادة التي هي ذاتية له أن لا يقصد إلا من أوجده و خلقه و هو اللّٰه تعالى فتخلص له هذه العبادة و لا يعامل بها أحدا ممن ذكرناه أي لا يراه في شيء مما ذكرناه لا من حيث عين ذلك الشيء و لا من حيث نسبة الأحدية له فإن الناظر أيضا له أحدية فليعبد نفسه فهو أولى له و لا يذل لاحدية مثله إذ و لا بد من ذلته لغير أحدية خالقه فيكون أعلى همة ممن ذل لاحدية مخلوق مثله
[ما من مخلوق إلا و فيه نفس دعوى ربوبية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية