عن الجود صدر الوجود و الجود بفتح الجيم المطر الكثير و هو مقلوب وجد مثل جذب و جبذ فحروفهما واحدة بالاشتراك في المعنى فمتعلق الجود من الحق في الأعيان التي هي المظاهر ظهوره فيها و متعلق الجود من المظاهر على الظاهر ما جادت به عليه باستعدادها الذاتي من الثناء بالأسماء الإلهية التي كسبه جودها من وجودها فالجود من الحق امتنان ذاتي و الجود من الأعيان ذاتي لا امتناني فهذا الفرق بين الجودين و هذا معنى قولهم في الجود إنه العطاء قبل السؤال
(فصل)الكرم
و أما عطاء الكرم فهو العطاء بعد السؤال و هو على نوعين سؤال بالحال و سؤال بالمقال فسؤال الحال عن كشف من الطرفين و سؤال المقال من العبد معلوم يا رب يا رب أعطني ﴿اِغْفِرْ لِي﴾ [الأعراف:151] ارحمني اهدني ارزقني اجبرني عافني اعف عني ﴿لاٰ تُخْزِنِي﴾ [الشعراء:87] ﴿لاٰ تَفْتِنِّي﴾ [التوبة:49] و أمثال ذلك و سؤال الحق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية