[ليكن نظرك دائما إلى اللّٰه و شغلك دأبا بالله]
و لقد لقي بعض أصحابنا بعض الأبدال في سياحته فأخذ يذكر له ما هم الناس عليه من فساد الأحوال في الملوك و الولاة و الرعايا فغضب البدل و قال له ما لك و عباد اللّٰه لا تدخل بين السيد و عبده فإن الرحمة و المغفرة و الإحسان لهؤلاء يطلبون أ تريد أن تبقي الألوهية معطلة الحكم اشغل بنفسك و أعرض عن هذه الأشياء و ليكن نظرك إليه تعالى و شغلك بالله
[الحياة الروحية طريق مع رفيق إلى الرفيق]
و لقد اتفق لي في بدايتي و ما ثم إلا بداية و أما النهاية فمقولة غير معقولة دخلت على شيخنا أبي العباس العريني و أنا في مثل هذه الحال و قد تكدر على وقتي لما أرى الناس فيه من مخالفة الحق فقال لي صاحبي عليك بالله فخرجت من عنده و دخلت على شيخنا أبي عمران الميرتلي و أنا على تلك الحالة فقال لي عليك بنفسك فقلت له يا سيدنا قد حرت بينكما هذا أبو العباس يقول عليك بالله و أنت تقول عليك بنفسك و أنتما إمامان دالان على الحق فبكى أبو عمران و قال لي يا حبيبي الذي دلك عليه أبو العباس هو الحق و إليه الرجوع و كل واحد منا دلك على ما يقتضيه حاله و أرجو إن شاء اللّٰه أن يلحقني بالمقام الذي أشار إليه أبو العباس فاسمع منه فإنه أولى بي و بك فما أحسن إنصاف القوم فرجعت إلى أبي العباس و ذكرت له مقالة أبي عمران و قال لي أحسن في قوله هو دلك على الطريق و أنا دللتك على الرفيق فاعمل بما قال لك و بما قلته لك فتجمع بين الرفيق و الطريق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية