[الكامل هو الذي يشهد اللّٰه في كل عين]
اعلم أيدك اللّٰه أن قوله تعالى ﴿فَتَرَبَّصُوا﴾ [التوبة:24] عقيب ما تعدد من الأعيان إذن و أمر بالتربص إن كان اللّٰه مشهودا لكم في كل ما ذكرناه فإن ذلك الشهود هو المطلوب بهذا الفرار لأن اللّٰه أمرنا بالفرار إلى اللّٰه و قوله ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:24] أي من أجل اللّٰه أي شهودكم اللّٰه في هذه الأعيان أحب إليكم من شهودكم إياه في أعيان غيرها للمناسبة القريبة التي بينكم و بين هذه الأشياء المذكورة و إن كان الكامل منا يشهده في كل عين و لكن بعض الأعيان قد يكون لبعض الأشخاص أحب من أعيان أخر و قوله ﴿وَ رَسُولِهِ﴾ [البقرة:279] مثل قوله من اللّٰه أي و من أجل رسوله حيث أمركم ببر هؤلاء و جعل لهم حقوقا عليكم فحقوق الآباء و الأبناء و الإخوان و الأزواج و العشائر معلومة منصوص عليها لا تخفى على من وقف على العلم المشروع و كذلك حقوق الأموال نعم المال الصالح للرجل الصالح و حقوق التجارة معلومة فإن صدق التجارة لا يكون لغيرها و «التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع النبيين و الشهداء كذا قال صلى اللّٰه عليه و سلم» و قوله ﴿تَخْشَوْنَ كَسٰادَهٰا﴾ [التوبة:24]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية