﴿فِيهِنَّ خَيْرٰاتٌ حِسٰانٌ﴾ [الرحمن:70] و الفضل يقتضي الزيادة على ما يقع فيه الاشتراك مما لا يشترك فيه من ليس من ذلك الجنس فالأخيار كل من زاد على جميع الأجناس بأمر لا يوجد في غير جنسه من العلم بالله على طريق خاص لا يحصل إلا لأهل ذلك الجنس ثم في هذا الجنس العالم بهذا العلم الخاص الذي به سموا أخيارا منهم من أعطى الإفصاح عما علمه و منهم من لم يعط الإفصاح عما علمه في نفسه فالذي أعطى الإفصاح أخير ممن هو دونه و هو المستحق بهذا الاسم فإن الخير بالكسر الكلام يقال في فلان كرم و خير أي كرم و فصاحة فإذا أعطى الفصاحة عما عنده اهتدى به من سمع منه فكانت المنفعة به أتم فكان أفضل من غيره فإنه أقرب إلى التشبه بالاسم النافع فاعلم ذلك فقد بينت لك مرتبة الأخيار و لهذا ورد في أوصاف المرسلين لأن الرسول لا بد أن يكون مؤيدا بالنطق ليبين لمن أرسل إليه ما أرسل به إليه فهم الأخيار أي أصحاب هذه الفضيلة
[الأولياء الأوابون]
و من الأولياء أيضا الأوابون من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالأوبة في أحوالهم قال تعالى ﴿فَإِنَّهُ كٰانَ لِلْأَوّٰابِينَ غَفُوراً﴾ [الإسراء:25]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية