«قوله عليه السلام في غير هؤلاء ممن هو على قلب شخص من أكابر البشر أو الملائكة» إنما معناه إنهم يتقلبون في المعارف الإلهية تقلب ذلك الشخص إذ كانت واردات العلوم الإلهية إنما ترد على القلوب فكل علم يرد على قلب ذلك الكبير من ملك أو رسول فإنه يرد على هذه القلوب التي هي على قلبه و ربما يقول بعضهم فلان على قدم فلان و هو بهذا المعنى نفسه و «قد أخبر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عن هؤلاء الثلاثمائة أنهم على قلب آدم» و ما ذكر صلى اللّٰه عليه و سلم أنهم ثلاثمائة في أمته فقط أو هم في كل زمان و ما علمنا أنهم في كل زمان إلا من طريق الكشف و أن الزمان لا يخلو عن هذا العدد و لكل واحد من هؤلاء الثلاثمائة من الأخلاق الإلهية ثلاثمائة خلق إلهي من تخلق بواحد منها صحت له السعادة و هؤلاء هم المجتبون المصطفون و يستحبون من الدعاء ما ذكره الحق سبحانه في كتابه ﴿رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخٰاسِرِينَ﴾ [الأعراف:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية