[ما ثم شيء مطلق في عالم الإمكان]
و ما ثم شيء مطلق أصلا لأنه لا يقتضيه الإمكان و لا تعطيه أيضا الحقائق فإن الإطلاق تقييد فما من أمر إلا و له موطن يقبله و موطن يدفعه و لا يقبله لا بد من ذلك كالأغذية الطبيعية للجسم الطبيعي ما من شيء يتغذى به إلا و فيه مضرة و منفعة يعرف ذلك العالم بالطبيعة من حيث ما هي مدبرة للبدن و هو المسمى طبيبا و يعرفه الطبيعي مجملا و التفصيل للطبيب فما في العالم لسان حمد مطلق و لا لسان ذم مطلق و الأصل الأسماء الإلهية المتقابلة فإن اللّٰه سمي لنا نفسه بها من كونه متكلما كما نزه و شبه و وحد و شرك و نطق عباده بالصفتين ثم قال ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية