و أراد من الناس أن يعملوا بما علمهم اللّٰه على لسان نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم و يسألون اللّٰه في أعمالهم أن يزيدهم علما إلى علمهم منه فيتولى بنفسه تعليم عباده فإن اللّٰه غيور فلا يحب أن يسأل غيره و إن سأل غيره بلسان الظاهر فيكون القلب حاضرا مع اللّٰه عند سؤاله إن اللّٰه هو المسئول الذي ﴿بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [المؤمنون:88] بالمعنى فإن الاسم الظاهر من اللّٰه هو هذا الشخص فإنه من جملة الحروف المرقومة في رق الوجود المنشور فيأخذ هذا السائل جوابه من اللّٰه إما بقضاء الحاجة و إما بالدعاء
[سؤال السلطان أولى من سؤال غير السلطان]
و لهذا كان سؤال الرجل السلطان أولى من سؤال غير السلطان لأن وجود الحق أظهر فيه من غيره من السوقة و العامة و لهذا رفعت الكدية عن الذين يسألون الملوك فإنهم نواب اللّٰه و هم موضع حاجة الخلق و هم المأمورون أن لا ينهروا السائل يقول اللّٰه لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم و هو النائب الأكبر و أما السائل فلا تنهر و لهذا يسأل اللّٰه تعالى يوم القيامة النواب و هم الرعاة عن من استرعاهم عليه و يسأل الرعايا ما فعلوا فيهم ثم نرجع إلى مسائل الصدقة التي نحن في بابها فنقول «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم المسائل كدوح يكدح بها الرجل في وجهه فمن شاء أبقى على وجهه و من شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان في أمر لا يجد منه بدا و هذا نص ما ذكرناه و هو حديث خرجه أبو داود عن سمرة بن جندب عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم»
[سؤال الصالحين العارفين أولى من سؤال السلاطين]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية