(وصل) [الدخول في كعبة الحجر:البيت المتعالي عن الستر]
فقال النجي الوفي يا أكرم ولي و صفي ما ذكرت لي أمرا إلا أنا به عالم و هو بذاتي مسطر قائم قلت لقد شوقتني إلى التطلع إليك منك حتى أخبر عنك فقال نعم أيها الغريب الوارد و الطالب القاصد أدخل معي كعبة الحجر فهو البيت المتعالي عن الحجاب و الستر و هو مدخل العارفين و فيه راحة الطائفين فدخلت معه بيت الحجر في الحال و ألقى يده على صدري و قال أنا السابع في مرتبة الإحاطة بالكون و بأسرار وجود العين و الأين أوجدني الحق قطعة نور حوائي ساذجة و جعلني للكليات ممازجة فبينا أنا متطلع لما يلقى لدي أو ينزل علي و إذا بالعلم القلمي الأعلى قد نزل بذاتي من منازله العلى راكبا على جواد قائم على ثلاث قوائم فنكس رأسه إلى ذاتي فانتشرت الأنوار و الظلمات و نفث في روعي جميع الكائنات ففتق أرضي و سمائي و أطلعني على جميع أسمائي فعرفت نفسي و غيري و ميزت بين شري و خيري و فصلت ما بين خالقي و حقائقي ثم انصرف عني ذلك الملك و قال تعلم أنك حضرة الملك فتهيأت للنزول و ورود الرسول فتجارت الأملاك إلي و دارت الأفلاك علي و الكل ليميني مقبلون و على حضرتي مقبلون و ما رأيت ملكا نزل و لا ملكا عن الوقوف بين يدي انتقل و لحظت في بعض جوانبي فرأيت صورة الأزل فعلمت إن النزول محال فثبت على ذلك الحال و أعلمت بعض الخاصة ما شهدت و أطلعتهم مني على ما وجدت فأنا الروضة اليانعة و الثمرة الجامعة فارفع ستوري و اقرأ ما تضمنته سطوري فما وفقت عليه مني فاجعله في كتابك و خاطب به جميع أحبابك فرفعت ستوره و لحظت مسطوره فأبدى لعيني نوره المودع فيه ما يتضمنه من العلم المكنون و يحويه فأول سطر قرأته و أول سر من ذلك السطر علمته ما أذكره الآن في هذا الباب الثاني و اللّٰه سبحانه يهدي إلى العلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية