﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن:29] فسمى الزمن الفرد يوما لأن الشأن يحدث فيه فهو أصغر الأزمان و أدقها و لا حد لأكبرها يوقف عنده و بينهما أيام متوسطة أولها اليوم المعلوم في العرف و تفصله الساعات و الساعات تفصلها الدرج و الدرج تفصله الدقائق و هكذا إلى ما لا يتناهى عند بعض الناس فإنهم يفصلون الدقائق إلى ثوان فلما دخلها حكم العدد كان حكمها العدد و العدد لا يتناهى فالتفصيل في ذلك لا ينتهي و بعض الناس يقولون بالتناهي في ذلك و ينظرونه من حيث المعدود و هم الذين يثبتون أن للزمان عينا موجودة و كل ما دخل في الوجود فهو متناه بلا شك و المخالف يقول المعدود من كونه يعد ما دخل في الوجود فلا يوصف بالتناهي فإن العدد لا يتصف بالتناهي و بهذا يحتج منكر الجوهر الفرد و إن الجسم ينقسم إلى ما لا نهاية له في العقل و هي مسألة خلاف بين أهل النظر حدثت من عدم الإنصاف و البحث عن مدلول الألفاظ و «قد ورد في الخبر الصحيح أن من أسماء اللّٰه الدهر» و معقولية الدهر معلومة نذكر ذلك إن شاء اللّٰه تعالى في هذا الكتاب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية