﴿وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:11] فتفرقت خواطر التشبيه و تشتتت خواطر التنزيه فإن المنزه على الحقيقة قد قيده و حصره في تنزيهه و أخلي عنه التشبيه و المشبه أيضا قيده و حصره في التشبيه و أخلي عنه التنزيه و الحق في الجمع بالقول بحكم الطائفتين فلا ينزه تنزيها يخرج عن التشبيه و لا يشبه تشبيها يخرج عن التنزيه فلا تطلق و لا تقيد لتميزه عن التقييد و لو تميز تقيد في إطلاقه و لو تقيد في إطلاقه لم يكن هو فهو المقيد بما قيد به نفسه من صفات الجلال و هو المطلق بما سمي به نفسه من أسماء الكمال و هو الواحد الحق الجلي الخفي لا إله إلا هو العلي العظيم
(وصل) [السدرة هي المرتبة الخامسة التي تنتهي إليها الأعمال]
و أما أسرار أهل الإلهام المستدلين فلا تتجاوز سدرة المنتهى فإن إليها تنتهي أعمال بنى آدم و نهاية كل أمر إلى ما منه بدا فإن قال لك عارف ممن لا علم له بهذا الأمر إن الكرسي موضع القدمين فقل له ذلك عالم الخلق و الأمر و التكليف إنما انقسم من السدرة فإنه قطع أربع مراتب و السدرة هي المرتبة الخامسة فنزل من قلم إلى لوح إلى عرش إلى كرسي إلى سدرة
[الأحكام الشرعية الخمسة و ما يقابلها من مراتب الوجود]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية