فتراه عند ما يشهده *** راجعا للكون يبغي البدنا
و ترى الشجعان قد ما طلبا *** للذي يحذر منه الجبنا
[النفوس الإنسانية مجبولة،في أصل نشأتها،على الجزع]
اعلم أيدك اللّٰه بروح منه أن النفوس الإنسانية قد جبلها اللّٰه على الجزع في أصل نشأتها فالشجاعة و الإقدام لها أمر عرضي و الجزع في الإنسان أقوى منه في الحيوانات إلا الصرصر تقول العرب أجبن من صرصر و سبب قوته في الإنسان العقل و الفكر الذي ميزه اللّٰه بهما على سائر الحيوان و ما يشجع الإنسان إلا القوة الوهمية كما أنه أيضا بهذه القوة يزيد جبنا و جزعا في مواضع مخصوصة فإن الوهم سلطان قوي و سبب ذلك أن اللطيفة الإنسانية متولدة بين الروح الإلهي الذي هو النفس الرحماني و بين الجسم المسوي المعدل من الأركان المعدلة من الطبيعة التي جعلها اللّٰه مقهورة تحت النفس الكلية كما جعل الأركان مقهورة تحت حكم سلطان الأفلاك
[الجسم الحيواني هو في الدرجة الخامسة من القهر]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية