[الزهد في مستوى الحياة الظاهرية و الباطنية]
و هذا قد أعربنا لك عن أحوال رجال هذا الباب و ما أنتج لهم الزهد في الناس و ما وجدوه من نفس الرحمن لذلك و على هذا الحد تكون أعمال الجوارح كلها يجمعها ترك الفضول في كل عضو بما يستحقه ظاهرا و باطنا فأولها الجوارح و أعلاها في الباطن الفكر فلا يتفكر فيما لا يعينه فإن ذلك يؤديه إلى الهوس و الأماني و عدم المسابقة بحضور النية في أداء العبادات فإن الإنسان لا يخلو فكره في أحد أمرين إما فيما عنده من الدنيا و إما فيما ليس عنده منها فإن فكر فيما عنده فليس له دواء عند الطائفة إلا الخروج عنه و الزهد فيه صرح بذلك أبو حامد و غيره و إن فكر فيما ليس عنده فهو عند الطائفة عديم العقل أخرق لا دواء له إلا المداومة على الذكر و مجالسة أهل اللّٰه الذين الغالب على ظواهرهم المراقبة و الحياء من اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية