«ورد في الخبر كنت سمعه و بصره» و ذكر جميع قواه فقد وقع الالتباس و مالك فارق إلا الافتقار فيقوم معك ما طلبه منك و الافتقار جعلك أن تطلب منه فلم يبق إلا التعريف الإلهي بالفارق إن كان من الممكنات
[المكر نكر]
و من ذلك المكر نكر
إن الإله لخير الماكرين بنا *** ثم اعتقادي بأن المكر كان لنا
فلو شعرت به ما كان يمكر بي *** فمن جهالتنا أتى علينا بنا
قال رائحة المكر في قوله ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً﴾ [الكهف:74] و ما أنكر إلا بما شرع له الإنكار فيه و لكن غاب عن تزكية اللّٰه هذا الذي جاء بما أنكره عليه صاحبه فهو في الظاهر طعن في المزكى إلى أن يتذكر الناسي و ينتبه الغافل و يتعلم الجاهل تمشي أمور و تذهب علوم و تفوت أسرار و أي مكر أشد من النكر و ما ثم فاعل إلا اللّٰه فعلى من تنكر فلو أنكرت بالله كما تزعم ما اعتذرت و لا أسد تغفرت و لا طلبت إلا قاله فإنه من تكلم بالله لم يخط طريق الصواب بل هو ممن أوتي ﴿اَلْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطٰابِ﴾ [ص:20]
[الترائي في المرائي]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية