و من ذلك لا يرتضي إلا أهل الرضي
إن الرضي الذي يرضى بنقلته *** في كل حال إلى ما فيه مرضاته
فإن تعدى و لم يثبت بمنزله *** فذاك من حرمت عليه أقواته
قال الرضاء ممن كان لا يكون إلا بالقليل لمن يعلم أن ثم ما هو أكثر من الحاصل في الوقت و لا بد من الرضاء من الطرفين لأن الباقي لا يتناهى فلا سبيل إلى نيله و لا إلى دخوله في الوجود فلو حصلت ما عسى أن تحصل فلا بد من الرضاء فرضي اللّٰه عنهم بما أعطوه من بذل المجهود و غير بذل المجهود و رضوا عنه بما أعطاهم مما يقتضي الوجود الجود أكثر من ذلك لكن العلم و الحكمة غالبة و لذلك ﴿يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مٰا يَشٰاءُ إِنَّهُ بِعِبٰادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ [الشورى:27] و إن ارتفع التكليف في الآخرة فما ارتفع ما ينبغي فما انبغي إلا ما حصل فالناس في الآخرة مع ربهم في عبادة ذاتية و هم في الدنيا في عبادة مشروعة إلا من اختصه اللّٰه من عباده فأعطاه في الدنيا حال الآخرة كرابعة العدوية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية