فكل واحدة حفت بالأخرى جاءت بذلك الرسل تترى فانبهم الأمر و خفي السر رأى بعد أهل الحديثة و قد أوصل إلى نجم الدين ابن شاى الموصلي حديثه إن معروف الكرخي في وسط النار و ما علم أنه يتنعم فيها نعيم الأبرار فهاله ذلك و تخيل فيه أنه هالك مع ما عنده من تعظيمه بين القوم و تنزيهه عما يستحق من اللؤم فكان معروف عين الجنة و النار التي رآها المكاشف عليه كالجنة و هي المجاهدات التي كان عليها في حياته فإن المكاره من نعوت العارف و صفاته فهو الخاشع في الأولى و المحروم هو الخاشع في الأخرى فتستعار الصفات و تنقلب الآفات فربما رأى أو سمع و سرى عنه بما به و عليه اطلع
[التنزيه تمويه]
و من ذلك التنزيه تمويه من الباب 280
إن الوجود لأكوان و أشباه *** فلا إله لنا في الكون إلا هو
جل الإله فما يحظى به أحد *** فلم يقل عارف بربه ما هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية