الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)و هو الإمام الذي رست قواعده *** الطيب الطاهر المحسان و العلم تعنو له أوجه الأملاك قاطبة *** و الخلق تعنو له و اللوح و القلم [العذاب و الألم]اعلم أيدنا اللّٰه و إياك ﴿بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة:22] أني التزمت هذا الذكر أيضا سنين متعددة حتى كنت أسمي به في بلدي كما كنت أسمي أيضا يغيره من الأذكار و رأيت له بركات ظاهرة فلا بقوله ﴿أَتَوْا﴾ [البقرة:23] و لا بقوله ﴿بِمٰا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ [آل عمران:188] فهو قوله ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] و قوله ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] فيجيء الإنسان بالفعل من كون الفعل ظهر فيه فيحب إن يحمد بما فعل فيه و الفعل ليس له فله من الالتذاذ بذلك على قدر دعواه إلا أنه التذاذ موجع لكونه يعلم الأمر على خلاف دعواه كالمتكبر الجبار الذي لا يمكن له أن ينتزح عن ضروراته و افتقاره إلى أدنى الأسباب المريحة له من ألمه فقوله ﴿فَلاٰ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفٰازَةٍ مِنَ الْعَذٰابِ﴾ [آل عمران:188] يقول لا تظن أنهم يلتذون بذلك إشارة لا حقيقة و يستعذبونه بل لهم فيه استعذاب إن كانوا عارفين فجمعوا في هذا الذوق بين العذاب و الألم فهم من وجه في نعيم و من وجه في ألم مؤلم كما قال بعضهم فهل سمعتم بصب [إن الكمل من الرجال بمنزلة اسم من الأسماء الإلهي]و اعلم أن كل ذكر ينتج خلاف المفهوم الأول منه فإنه يدل ما ينتجه على حال الذاكر كما شرطناه التفسير الكبير لنا إلا لكامل من الرجال فإنه يعلم جميع ما ينتجه ذلك الذكر لعدم تقييده و خروجه عن تلك الصفات و الأسماء التي تحت ولاية الاسم اللّٰه فإن الكامل من الرجال بمنزلة الاسم اللّٰه من الأسماء و إن كان له الإطلاق فلا ينطق به إلا مقيدا بالحال أو اللفظ لا بد من ذلك ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب الخامس و الخمسون و خمسمائة في معرفة السبب الذي منعني أن أذكر فيه |
|
||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |