الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)و علم الإحسان و علم التجلي الوسط الأوسط الذي بين الذوق و الري في مذهب من يقول بالري و علم ثلج برد اليقين من أين حصل و علم العبودية لله دون غيره من الأشياء و ما لهذه العبودية من الآثار في العلوم و علم ما يعطيه أداء الواجبات و علم الآخرة و علم الهبات من العطايا و اختلاف أحوال العطاء و علم التقوى و أصناف الوقايات و علم نعيم الأرواح و علم العرش و الرفارف و المنابر و الأسرة و الكراسي و المراتب و أين حظ كل واحد منها و علم النقيضين و علم التداني الأعلى من التداني الأنزل و علم الظلالات و علم الانقياد بطريق الذلة و علم الطواف بالبيت و الطائفين و لما ذا يطاف به و بما ذا يطاف و علم الاصطلام و علم اللآلي و السلوك و علم الرتبة الإلهية و الدنياوية و تنوعاتها و ما المحمود منها و علم التحجيل و علم تقديس التجلي و علم الجزاء الإلهي و علم تنزيل الغيوب و علم التكليف و علم الإرادة و علم التبديل و الإبدال و علم الاختصاص و في كل صنف مما ذكرناه من العلوم علوم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب التاسع و ثلاثمائة في معرفة منزل الملامية من الحضرة المحمدية»و هذا مقام رسول اللّٰه ﷺ و أبي بكر الصديق رضي اللّٰه عنه و ممن تحقق به من الشيوخ حمدون القصار و أبو سعيد الخراز و أبو يزيد البسطامي و كان في زماننا هذا أبو السعود بن الشبل و عبد القادر الجيلي و محمد الأواني و صالح البربري و أبو عبد اللّٰه الشرفي و يوسف الشبربلى و يوسف بن تعز و ابن جعدون الحناوي و محمد بن قسوم و أبو عبد اللّٰه بن المجاهد و عبد اللّٰه بن تاخمست و أبو عبد اللّٰه المهدوي و عبد اللّٰه القطان و أبو العباس الحصار و ما يضيق الكتاب عن ذكرهم كل من أقسم بالخلق فما *** يلزم الحنث له مهما حنث فأنا أقسم بالله الذي *** أسكن الأرواح أجداث الجثث و بآيات الهدى من نوره *** إنه ما خلق الخلق عبث و إذا لم يكن الأمر كما *** قلت يا سندي لا تكترث خاب عقل عاهد الشرع على *** عقد ما قرره ثم نكث أ ترى يحصد شخص زرع من *** بذر الحب و نقي و حرث لا و حق الحق ما يملكه *** أخبر الروح به حين نفث أودع الأرواح روحا واحدا *** بين زوجين نكاحا ثم بث كتم السر الذي فيه له *** غيرة منه زمانا ثم بث لم يسو اللّٰه في أحكامه *** حكمة ما بين شيخ و حدث ثم إن جاء بحكم جامع *** لهما كان لأمر قد حدث فكان بالطفل قد حل به *** هرم و الشيخ قد حل الجدث كان حيا ثم ميتا ثم من *** بعد موت عاد حيا فبعث [أن رجال اللّٰه ثلاثة]اعلم وفقك اللّٰه أن رجال اللّٰه ثلاثة لا رابع لهم رجال غلب عليهم الزهد و التبتل و الأفعال الطاهرة المحمودة كلها و طهروا أيضا بواطنهم من كل صفة مذمومة قد ذمها الشارع غير أنهم لا يرون شيئا فوق ما هم عليه من هذه الأعمال و لا معرفة لهم بالأحوال و لا المقامات و لا العلوم الوهبية اللدنية و لا الأسرار و لا الكشوف و لا شيئا مما يجده غيرهم فهؤلاء يقال لهم العباد و هؤلاء إذا جاء إليهم أحد يسألهم الدعاء ربما انتهره أحدهم أو يقول له أي شيء أكون أنا حتى أدعو لك و ما منزلتي حذرا أن يتطرق إليهم العجب و خوفا من غوائل النفس لئلا يدخله الرياء في ذلك و إن كان منهم أحد يشتغل بقراءة فكتابه مثل الرعاية للمحاسبي و ما جرى مجراه و النصف الثاني فوق هؤلاء يرون الأفعال كلها لله و إنه لا فعل لهم أصلا فزال عنهم الرياء جملة واحدة و إذا سألتهم في شيء مما يحذره أهل الطريق يقولون ﴿أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ﴾ [الأنعام:40] و يقولون ﴿قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ﴾ [الأنعام:91] و هم مثل العباد في الجد و الاجتهاد و الورع و الزهد و التوكل |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |