الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)و لكن لا يعرف من أين جاء و لا كيف حصل و من هذا المنزل هو البلاء الذي ينزل في كانون فلا يجد إناء فيه ماء غير مغطى إلا دخل فيه و من هذا الباب ما يجده الإنسان من بغض شخص و حب شخص من غير سبب ظاهر معلوم له و يكون بالسماع و بالرؤية و ورد خبر في مثل هذا [السياسة الحكمية التي تنزل بها ملائكة اللمات في أزمنة الفترات]و من هذا الباب السياسة الحكمية لمصالح العالم التي لم يأت بها شرع عند فقد الأنبياء عليهم السلام و أزمنة الفترات تنزل بها ملائكة الإلهام و اللمات على قلوب عقلاء الزمان و حكماء الوقت فيلقونها في أفكارهم لا على أسرارهم فيضعونها و يحملون الناس عليها و الملوك و ما فيها شيء من الشرك فهذه هي الرسالة الملكية التي فيها مصالح العالم في الدنيا و هي البدع الحسنة التي أثنى اللّٰه على من رعاها حق رعايتها ابتغاء رضوان اللّٰه و ثم رسالات أخر أيضا على أيدي الملائكة بتسخير العالم بعضه لبعض مطلقا (الباب الحادي و الستون و مائة في المقام الذي بين الصديقية و النبوة و هو مقام القربة)جماعة من رجال اللّٰه أنكره *** و ليس من شأنهم إنكار ما جهلوا هو المقام الذي قامت شواهده *** في الحرق و القتل و الباقي الذي فعلوا لو أنهم دبروا القرآن لاح لهم *** وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا و ما تخصص عنهم في مقامهم *** إلا الذين عن الرحمن قد عقلوا و منه أيضا أبو بكر و ميزته *** بالسر لو نظروا في حكمنا كملوا فليس بين أبي بكر و صاحبه *** إذا نظرت إلى ما قلته رجل هذا الصحيح الذي دلت دلائله *** في الكشف عند رجال اللّٰه إذ عملوا [القربة نعت إلهى و هو مقام الخضر مع موسى]القربة نعت إلهي و هو مقام مجهول أنكرت آثاره الخاصة من الرسل عليهم السلام مع الافتقار إليه منهم و شهادة الحق لصاحبه بالعدالة و الاختصاص و هو مقام الخضر مع موسى و ما أذهله إلا سلطان الغيرة التي جعل اللّٰه في الرسل عليهم السلام على مقام شرع اللّٰه على أيديهم فلله أنكروا و تكرر منه عليه السّلام الإنكار مع تنبيه العبد الصالح في كل مسألة و يأبى سلطان الغيرة إلا الاعتراض لأن شرعه ذوق له و الذي رآه من غيره أجنبي عنه و إن كان علما صحيحا و لكن الذوق أغلب و الحال أحكم و لذلك قيل لرسول اللّٰه ص ﴿قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] و لم يقل له قل رب زدني حالا فلو زاد حالا لزاد إنكارا و كلما زاد علما زاد إيضاحا و كشفا و اتساعا و انشراحا و تنزها في الوجوه التي سفرت من براقعها و ظهرت من وراء ستورها و كللها فارتفع الضيق و الحرج و شوهد الكمال في النقص [مشاهدة الكمال في النقص]و لما حصلت في هذا المقام السني قلت مشيرا و منبها و إني لأهوى النقص من أجل من أهوى *** لأن به كان الكمال لمن يدري و ما جاء بالنقصان إلا مخافة *** من العين مثل البدر من آخر الشهر و ما نقص البدر الذي تبصرونه *** و لكنه بدر لمن غاص بالفكر يراه تماما كاملا في ضيائه *** على أكمل الحالات في البطن و الظهر فلو لم يكن في الكون نقص محقق *** لكان الوجود الحق ينقص في القدر فبي كان للحق الوجود كماله *** مع النقص فانظر ما تضمنه شعري غزال من الفردوس جاء منقبا *** من أجلي و ما يخفى على اللّٰه ما يجري فقلت له أهلا و سهلا و مرحبا *** بمن و حياة الحب قد ضمه صدري أهيم بها حبا على كل حالة *** حياة و موتا في القيامة و الحشر لقد سفرت يوما فلاحت محاسن *** تخبر عنها أنها ليلة القدر سجدت لها حبا فلما رأيتها *** علمت بأني ما تعلقت بالغير فكبرت إجلالا لكونى هويتني *** فسرى الذي قد كان هيمه جهري و حققت أني عين من قد هويته *** فلم أخش من بين و لم أخش من هجري |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |