الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)موافقة ليلة النصف من شعبان ثم ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء:193] على قلب محمد ﷺ منجما في ثلاث و عشرين سنة أو في عشرين سنة على الخلاف و فيه علم تسمية الترجمة انزالا و تنزيلا و فيه علم من كشف عنه الغطاء حتى شاهد الأمر على ما هو عليه هل هو مخاطب بالآداب السمعية أو يقتضي ذلك المقام الذهول و ذهاب عقل التكليف فيبقى بلا رسم مع المهيمن من الملائكة و فيه علم الوصايا و الآداب و أحوال المخاطبين و المطرفين و فيه علم حفظ الجوار على الجار و هل الجار إذا انتهك حرمة جاره هل يجازيه جاره بمثل ما أتى به أو يكون مخاطبا بحفظ الجوار و لا يحازيه بالإساءة على إساءته و فيه علم حال الموصوف بأنه يأمر بمكارم الأخلاق و منها العفو و الصفح و تفريج الكرب بضمان التبعات لما هو عليه من الغني في الأداء عنه ثم بعد ذلك يعاقب و العفو مندوب إليه و الضمان أيضا مندوب إليه فبأي صفة تكون العقوبة ممن هذا نعته و فيه علم الفرق بين الأمر و صفته و فيه علم ما حرم من الزينة و ما أبيح منها و ما حظر منها و موطن كل زينة و فيه علم الفرق بين الخبيث و الطيب و فيه علم مرجع الدرك في الدار الآخرة على من يكون إذا كان في ضمنه شخصان الواحد مفلس و الآخر موسر و فيه علم الثناء و تفاصيله بالأحوال و فيه علم مخاطبة الموتى بعضهم بعضا في حال موتهم و هل حالهم بعد الموت مثل حالهم قبل الإيجاد أم لا و فيه علم الموت و ماهيته و فيه علم الفصل بين القبضتين و فيه علم التكليف يوم القيامة و قبل دخول الجنة و فيه علم العلامات في السعداء و الأشقياء و من لا علامة له لأي فريق يكون و فيه علم من حلف على شيء أكذبه اللّٰه و قد ورد من يتألى على اللّٰه يكذبه و فيه علم ما السبب الموجب للمنعوت بالكرم إذا سأله المضطر المحروم و هو قادر على مواساته و بذله ما سأله بذله فلم يفعل و بما ذا يعتذر و ما صفة هذا السائل المرحوم و فيه علم أولاد الليل و النهار بما ذا يفرق بينهم و فيه علم سباحة عالم الأنوار و فيه علم قيام العبد بالصفتين المتضادتين و هو محمود عند اللّٰه عزَّ وجلَّ في الحالين و فيه علم كون الرحمة قد ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] ثم وصفت بالقرب من بعض الأشخاص لصفات قامت به فهل هي هذه الرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] أو رحمة أخرى و فيه علم من أسعده اللّٰه على كره منه في السعادة و هو في علم اللّٰه سعيد و فيه علم قول الأعمى للبصير ما لك أعمى لا تبصر شيئا أما تراني أبصر الظلمة و أنت لا تراها و تزعم أنك تبصر و فيه علم الاعتبار و علم الإمكان و الممكنات و علم السيمياء و علم الورث و الوارثين و علم الدلالات على الوقائع و علم التشبيه و علم الغيرة و فيه علم الشوق و الاشتياق و فيه علم التوبة ما هي و تقاسيمها و التائبين و فيه علم كل شيء و فيه علم الذوق و فيه علم تأثير الأحوال و فيه علم التقييد و الإطلاق و فيه علم رفع الأثقال و فيه علم الاختصاص و فيه علم تقاسيم العلوم و فيه علم المراتب و فيه علم تبديل الشرائع و نسخ بعضها بعضا و فيه علم الخلف و الخلف بسكون اللام و فتحها و فيه علم التهويل و التخويف من غير إيقاع ما يخوف به و فيه علم العهود و المواثيق البرزخية و فيه علم التسليم و فيه علم الاستدراج و إظهار البعد في عين القرب و ما صفة من يعرف ذلك و فيه علم أوقات الموقتات و فيه علم ما يعطيه العلم الذي يقتضي العمل من العمل فإنه من المحال أن يكون علم يعطي العمل قيامه بصاحبه و لا يعمل و لا يجوز ذلك كثير من الناس و هم فيه على غلط فالعلم يقتضي العمل و لا بد و فيه علم الشركة في الأسماء و ما يؤثر و فيه علم العجز و حيث ينفع و يكون دليلا و فيه علم منافع الأعضاء و فيه علم ما يدفع به الخاطر الشيطاني و النفسي من الإنسان و فيه علم مراتب السجود في الساجدين و ما الذي أسجدهم و ما السجود الذي لا رفع بعده لمن سجده ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب الثامن و السبعون و ثلاثمائة»في معرفة منزل الأمة البهيمةو الإحصار و الثلاثة الأسرار العلوية و تقدم المتأخر و تأخر المتقدم من الحضرة الإلهية يطير العارفون إلى المسمى *** بأجنحة الملائكة الكرام إلى ذات الذوات بغير نعت *** فترجعهم بأرواح الأسامي فتكمل ذاتهم من كل وجه *** من الحال المنزه و المقام و شاهد حالهم يبدو فيقضي *** فكلهم إمام عن إمام |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |