الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)و فيه علم الموافقة و الخلاف و فيه علم مؤاخذة المجبور و فيه علم السماع و فيه علم النور و المعنوي و الهدى و فيه علم الأمثال و فيه علم الاتباع و الأتباع و فيه علم الشهادات و فيه علم المعاد و حكمه و فيه علم الخوف و الحذر و فيه علم التجانس بين الأشياء و فيه علم الحب و شرفه و أصناف المحبين و فيه علم خلع العذار فيه و فيه علم الاختصاص و فيه علم نسخ البواطن في العموم و الخصوص و فيه علم تشبيه الحق بالخلق و ما يجوز من ذلك و ما لا يجوز و متعلقة السمع ليس للعقل فيه دخول بما هو ناظر فيه و فيه علم الوهب و الكسب و فيه علم ما يجب على الرسول و فيه علم من سمي اللّٰه بغير اسمه ما حكمه في التوحيد و فيه علم مراتب الضلال و الإضلال و التفاوت في ذلك و فيه علم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و فيه علم تأثير الخلق في الحق و فيه علم ما شقي به أهل الكتب و فيه علم رفع الحرج و مراتب المتقين و فيه علم الاختيار و فيه علم شرف الأماكن بعضها على بعض لما ذا يرجع و فيه علم تحكم الأدنى على الأدنى و فيه علم إضافة الأشياء إلى أصولها و فيه علم التعريض بالخير ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب الثمانون و ثلاثمائة في معرفة منزل العلماء ورثة الأنبياء من المقام المحمدي»ما قرة العين إلا قرة النفس *** فانظر إلى كل معنى دس في الحس تجده يا سيدي إن كنت ذا نظر *** في الفصل و النوع بالأحكام و الجنس فليس تشهد عيني غيرها أبدا *** و الناس من ذاك في شك و في لبس الطيب و المرأة الحسناء قد اشتركا *** مع المناجاة في المعنى و في النفس ففي الصلاة وجودي و النساء لنا *** عرش و في الطيب أنفاس مع الأنس «قال رسول اللّٰه ﷺ حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء و الطيب و جعلت قرة عيني في الصلاة» و «قال ﷺ إن ربكم واحد و إن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي و لا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى ثم تلا» ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ﴾ [الحجرات:13] يريد بالأب آدم ﷺ و هو قوله تعالى ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ﴾ [النساء:1] يعني نفس آدم يخاطب ما تفرع منه [الورث على نوعين معنوي و محسوس]فاعلم أن الورث على نوعين معنوي و محسوس فالمحسوس منه ما يتعلق بالألفاظ و الأفعال و ما يظهر من الأحوال فأما الأفعال فإن ينظر الوارث إلى ما كان رسول اللّٰه ﷺ بفعله مما أبيح للوارث أن يفعله اقتداء به لا مما هو مختص به عليه السّلام مخلص له في نفسه و مع ربه و في عشرته لأهله و ولده و قرابته و أصحابه و جميع العالم و يتبع الوارث ذلك كله في الأخبار المروية عن رسول اللّٰه ﷺ الموضحة لما كان عليه في أفعاله من صحيحها و سقيمها فيأتيها كلها على حد ما وردت لا يزيد عليها و لا ينقص منها و إن اختلفت فيها الروايات فليعمل بكل رواية وقتا بهذه و وقتا بهذه و لو مرة واحدة و يدوم على الرواية التي ثبتت و لا يخل بما روى من ذلك و إن لم يثبت من جهة الطريق فلا يبالي إلا أن تعلق بتحليل أو تحريم فيغلب الحرمة في حق نفسه فهو أولى به فإنه من أولي العزم و ما عدا التحليل أو التحريم فليفعل بكل رواية و إذا أفتى إن كان من أهل الفتيا و تتعارض الأدلة السمعية بالحكم من كل وجه و يجهل التأريخ و لا يقدر على الجمع فيفتي بما هو أقرب لرفع الحرج و يعمل هو في حق نفسه بالأشد فإنه في حقه الأشد و هذا من الورث اللفظي فإنه المفتى به فيصلي صلاة رسول اللّٰه ﷺ في ليله و نهاره و على كيفيتها في أحوالها و كمياتها في أعدادها و يصوم كذلك و يعامل أهله من مزاح وجد كذلك و يكون على أخلاقه في مأكله و مشربه و ما يأكل و ما يشرب كأحمد بن حنبل فإنه كان بهذه المثابة روينا عنه أنه ما أكل البطيخ حتى مات و كان يقال له في ذلك فيقول ما بلغني كيف كان يأكله رسول اللّٰه ﷺ و كل ما كان من فعل لم يجد فيه حديثا يبين فيه أن رسول اللّٰه ﷺ فعله بكيفية خاصة و إن كان من الكميات بكمية خاصة و لكن ورد فيه حديث فاعمل به كصومه ﷺ كان يصوم حتى نقول إنه لا يفطر و يفطر حتى نقول إنه لا يصوم و لم يوقت الراوي فيه توقيتا فصم أنت كذلك و أفطر كذلك و أكثر من صوم شعبان و لا تتم صوم شهر قط بوجه من الوجوه إلا شهر رمضان و كل صوم أو فعل مأمور به و إن لم يرو |
|
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |