الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)التسديس و هو الأكثر و التثليث و هو الأقل و المتوسط بين التثليث و التسديس التربيع كل ربع تسعة و هي منتهى بسائط مفردات العدد في الآحاد فللتسعة نظر إلى الاثني عشر و نظر إلى الستة و الكل ست و ثلاثون قاعدة أمهات و تنتهي إلى ثلاثمائة و ستين قاعدة منها ظهر درج الفلك التي الكواكب تقطعه بسيرها و قد ربط اللّٰه ما يحدثه في عالم الأركان بقطع هذه الكواكب في هذه القواعد على كثرة الكواكب و أما ما يحدثه في عالم الجنان دون النار و الدنيا فيما تعطيه القواعد بحركتها لا بما يعطيه قطع الكواكب في هذه القواعد و لذلك اختلف الحكم فيما يتكون في الجنة و ما يتكون في الدنيا و النار فما في الجنة مانع يمنع ما تعطيه حركة القواعد و في الدنيا و النار موانع تمنع ما في قوة القواعد من التكوين و هذه الموانع عين قطع الكواكب في تلك القواعد ما أن أقول و لا سمعت بمثله *** من ناظر في اللّٰه بالبرهان أن الإله يراه و هو منزه *** بدليله في صورة الإنسان إلا الذي قال الدليل بفصله *** و بعلمه من عالم الأركان ذاك الرسول و كل وارث حكمه *** من كل معصوم من الشيطان الفكر يعجز عن تحقق علمه *** بالله حين يجول في الأكوان ما للجهالة في الذي جاءت به *** أقواله في اللّٰه من سلطان فهو الوجود و ما سواه باطل *** في كل ما يبدو من الأعيان فقد بان لك إن كنت من أهل الأذواق بالعلم بالله أنه لا يعلم إلا بإعلامه سبحانه و تعالى و كل من قال إنه عزَّ وجلَّ يعلم بالدليل أو بالشهود فإنه يضرب في حديد بارد من جميع العلماء الناظرين في العلم بالأشياء بالدليل ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب الثاني و العشرون و أربعمائة في معرفة منازلة «من رد إلي فعلى فقد أعطاني حقي و أنصفني من مالي عليه» »إني رأيت وجود الست أدريه *** و هو الوجود الذي أعياننا فيه الفعل بيني و بين الحق مشترك *** فيما يظن و فيه بعض ما فيه إني سمعت كلاما غير منقطع *** فينا و في عالم الأكوان من فيه بسمعه لا بسمعي إنني عدم *** و قد توجه حق ما نوفيه له وكيل علي من لا وجود له *** يبليه وقتا و في وقت يعافيه و لا يزال به ما دام متصفا *** بالكون في عينه حتى يوافيه على نقيض مقام ليس يعرفه *** و ليس في نفسه أمر ينافيه أنا و إياه موجودان في قرن *** و لا يزال عدوي أو نصافيه فالأمر مفترق و الأمر مجتمع *** و الجود لا يبدو إلا من مكافيه إني رمزت أمورا ليس يعرفها *** إلا الذي قيل فيه إنه فيه و ليس يعلم ما أبدية من عجب *** إلا الوجود الذي حار الورى فيه فالحمد لله لا أبغي به بدلا *** و ليس يدريه إلا من يكافيه [أن الفعل الذي يشهد به الحس أنه للعبد هو لله تعالى لا للعبد]قال اللّٰه تعالى ﴿وَ أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ [البقرة:40] و قال ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] و قال لنبيه ﷺ في رميه التراب في أعين المشركين ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] و قال ﴿بَلْ لِلّٰهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً﴾ [الرعد:31] فعهد تعالى إلى أن الفعل الذي يشهد به الحس أنه للعبد هو لله تعالى لا للعبد فإن أضفته لنفسي فإنما أضيفه إلى نفسي بإضافة اللّٰه لا بإضافتي فأنا أحكي و أترجم عن اللّٰه به و هو قوله ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] فرد الفعل الذي أضافه إلي إلى نفسه و هو حقه الذي له قبلي بهذه الإضافة و لكن لا بد من ميزان إلهي نرده به إليه فإن اللّٰه تعالى لما رفع السماء وضع الميزان |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |