كالسدفة و علم الايمان بالمجموع هل يقبل الايمان الزيادة و النقص أو لا يقبل و علم المفاضلة على اختلافها و كثرتها و علم الربا المحمود المشروط في المعاملة و ما معنى «قول النبي ﷺ لم يكن اللّٰه لينهاكم عن الربا و يأخذه منكم» فاعلم أنه لا يأخذه منا و يعطينا إياه و يجوز اشتراطه في معاملة الحق دون الخلق في زمان مخصوص و علم من ينسب إليه المشي من غير إن يكون موصوفا بأن له المشي و علم نطق من ليس من شأنه في رتبة الحس أنه يتكلم و علم رد الأعمال على العاملين و علم البرزخ الذي بين الرحمة و الغضب الإلهي فلا يكون لواحد حكم يستقل به في الموجود ما حكم ذلك البرزخ و هل له عين موجودة في نفس الأمر أو هو نسبة لها وجهان في الحكم و علم ما الذي قعد بالثقلين عن النهوض إلى ما فيه سعادتهم بعد إبانة اللّٰه طريق السعادة على ألسنة المخبرين عن اللّٰه و علم الموطن الذي يقوم البدل فيها في الحكم مقام المبدل منه من الموطن الذي لا يقبل ذلك مع كونه يقبل التبديل لذاته و علم المدد و لما ذا يرجع عددها المحكوم عليها به هل لعين المدة فيقبل العدد كالأشخاص في النوع الواحد أو هل تختلف المدد لذواتها و علم ما يحصل من الأثر فيمن هو تحت حكم المدة من قصرها و طولها و علم اختلاف الأحكام على الأعيان هل تختلف لاختلاف استعداد الأعيان باختلاف الأوقات أو هل تختلف باختلاف الأسماء الحاكمة و علم مراتب العبيد من الأحرار و ما لكل واحد من الصنفين من اللّٰه و علم الفرق بين الصديقية و الشهادة و من أي مقام نال السر أبو بكر الذي فضل به غيره و علم مراتب النار و لما ذا تنوعت الأسماء عليها و ما لكل اسم من الأصناف الذين يدخلونها و علم الفرقان بين النشأتين و الحياتين و علم السبب الذي ثبط قوما و أسرع بآخرين و الفرق بين السرعة و السبق و علم الموطن الذي يقوم به الواحد مقام الكثير و علم القضاء السابق على الحكم الواقع بالسورة و علم اتصاف الحق باليسر دون العسر و ما هو الأصعب عنده من الأهون إذ كان هو الفاعل للأمرين و علم مقام إزالة العبد من حكم الصفتين المتقابلتين فلا وصف له كأبي يزيد و علم ما يؤدي شهوده إلى أن لا يحب الشيء نفسه الذي من شأنه أن يتصف بالحب و علم المنع الإلهي لما يرجع و علم المنافع و المضار المحسوسة و المعنوية و علم الرسالة و الرسل و علم الاختراع و التدبير و علم من له من كل شيء زوجان و علم العناية الإلهية هل حكمها في الفرع مثل حكمها في الأصل أم لا فهذا حصر ما يتضمنه هذا المنزل من العلوم و في كل علم علوم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثامن و العشرون و ثلاثمائة في معرفة منزل ذهاب المركبات عند السبك إلى البسائط
و هو من الحضرة المحمدية»
هذا المنزل يعصم الدخول فيه من الموت ما دمت فيه و هو منزل عجيب
إن المقرب ذو روح و ريحان *** في جنة الخلد من نعمى و إحسان
منعم بعذاب النار تبصره *** يسبح اللّٰه من علم و إيمان
بنشأة ما لها حد فتبلغه *** منزه الحكم عن نقص و رجحان
من هذا المنزل تكون الوقائع للفقراء و هي المبشرات و الرؤيا الصادقة ما هي بأضغاث أحلام و هي جزء من أجزاء النبوة و من هذا المنزل يحصل للمكاشف كشف الميزان الذي بيد الحق الذي يخفض به و يرفع
[المبشرات و الرؤيا الصادقة]
اعلم أن التحليل إذا ورد على المركبات أذهب عين الصورة و لم يذهب عين الجوهر و جعله اللّٰه مثالا للعارفين بالله فيما يظهر من تركيب أعيان الممكنات بعين الحق فيظهر في عين الحق ما يظهر من الصور فإذا رفعت التناسب بين الحق و الخلق ذهبت أعيان تلك الصور و بقيت أعيان الممكنات و عين الحق من حيث ما هو موصوف بالغنى عن العالمين فلم تذهب الأعيان لذهاب الصور الظاهرة للحس و اعلم أن الصور الظاهرة من الحق على ثلاث مراتب فإن للحق في العالم ثلاثة أوجه إذ وصف نفسه بأن له يدين قبض بهما على العالم و «أظهر النبي ﷺ ذلك في الكتابين اللذين خرج بهما على أصحابه في الواحد أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم و عشائرهم و في الآخر أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم و عشائرهم و لم يخرج لأهل اللّٰه و خاصته كتابا ثالثا فإن كتابهم القرآن قال رسول اللّٰه ﷺ أهل القرآن هم أهل اللّٰه و خاصته» و منزله ما بين اليدين فلهم القلب و الصدر الذي هو محله و حضرته و ذلك هو مقام أهل القربة الذين هم خصوص في