الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)منهم لا بد له منه و قد يكون الواحد أو كلهم يجمع أو يجمعون علم الجماعة و زيادة و لكن الخاص لكل واحد منهم ما ذكرنا من العدد فهو شرط فيه و قد لا يكون له و لا لواحد منهم علم زائد لا من الذي عند أصحابه و لا مما ليس عندهم فمنهم من له الوجه و هو قوله تعالى عن إبليس ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمٰانِهِمْ وَ عَنْ شَمٰائِلِهِمْ﴾ و لكل جهة وتد يشفع يوم القيامة فيمن دخل عليه إبليس من جهته فالذي له الوجه له من العلوم علم الاصطلام و الوجد و الشوق و العشق و غامضات المسائل و علم النظر و علم الرياضة و علم الطبيعة و العلم الإلهي و علم الميزان و علم الأنوار و علم السبحات الوجهية و علم المشاهدة و علم الفناء و علم تسخير الأرواح و علم استنزال الروحانيات العلى و علم الحركة و علم إبليس و علم المجاهدة و علم الحشر و علم النشر و علم موازين الأعمال و علم جهنم و علم الصراط و الذي له الشمال له علم الأسرار و علم الغيوب و علم الكنوز و علم النبات و علم المعدن و علم الحيوان و علم خفيات الأمور و علم المياه و علم التكوين و علم التلوين و علم الرسوخ و علم الثبات و علم المقام و علم القدم و علم الفصول المقومة و علم الأعيان و علم السكون و علم الدنيا و علم الجنة و علم الخلود و علم التقلبات و الذي له اليمين له علم البرازخ و علم الأرواح البرزخية و علم منطق الطير و علم لسان الرياح و علم التنزل و علم الاستحالات و علم الزجر و علم مشاهدة الذات و علم تحريك النفوس و علم الميل و علم المعراج و علم الرسالة و علم الكلام و علم الأنفاس و علم الأحوال و علم السماع و علم الحيرة و علم الهوى و الذي له الخلف له علم الحياة و علم الأحوال المتعلقة بالعقائد و علم النفس و علم التجلي و علم المنصات و علم النكاح و علم الرحمة و علم التعاطف و علم التودد و علم الذوق و علم الشرب و علم الري و علم جواهر القرآن و علم درر الفرقان و علم النفس الأمارة فكل شخص كما ذكرنا لا بد له من هذه العلوم فما زاد على ذلك فذلك من الاختصاص الإلهي فهذا قد بينا مراتب الأوتاد و كنا في الباب الذي قبله بينا ما يختص به الأبدال و بينا في فصل المنازل من هذا الكتاب ما يختص به القطب و الإمامان مستوفى الأصول في باب يخصه و هو السبعون و مائتان من أبواب هذا الكتاب ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4] «الباب السابع عشر في معرفة انتقال العلوم الكونية و نبذ من العلوم الإلهية الممدة الأصلية»علوم الكون تنتقل انتقالا *** و علم الوجه لا يرجو زوالا فنثبتها و ننفيها جميعا *** و نقطع نجدها حالا فحالا إلهي كيف يعلمكم سواكم *** و مثلك من تبارك أو تعالى إلهي كيف يعلمكم سواكم *** و هل غير يكون لكم مثالا و من طلب الطريق بلا دليل *** إلهي لقد طلب المحالا إلهي كيف تهواكم قلوب *** و ما ترجو التألف و الوصالا إلهي كيف يعرفكم سواكم *** و هل شيء سواكم لا و لا لا إلهي كيف تبصركم عيون *** و لست النيرات و لا الضلالا إلهي لا أرى نفسي سواكم *** و كيف أرى المحال أو الضلالا إلهي أنت أنت و إن إني *** ليطلب من أنايتك النوالا لفقر قام عندي من وجودي *** تولد من غناك فكان حالا و أطلعني ليظهرني إليه *** و لم يرني سواه فكنت آلا و من قصد السراب يريد ماء *** يرى عين الحياة به زلالا أنا الكون الذي لا شيء مثلي *** و من أنا مثله قبل المثالا و ذا من أعجب الأشياء فانظر *** عساك ترى مماثله استحالا فما في الكون غير وجود فرد *** تنزه أن يقاوم أو ينالا |
|
|||||||||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |