العالم المكتسب من عين المنة و إن كان فبما ذا يقع الفرقان بين العلمين و كلاهما من عين المنة و فيه علم إنشاء صور الأعمال و فيه علم المقارضة الإلهية و لما ذا يرجع و ما فهمت من ذلك طائفة حتى قالت ﴿إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ﴾ [آل عمران:181] حين قال لهم اللّٰه ﴿وَ أَقْرِضُوا اللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ [الحديد:18] فقالت إن رب محمد يطلب منا القرض و فيه علم الستر و رحمة الاختصاص ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثاني عشر و ثلاثمائة في معرفة منزل كيفية نزول الوحي على قلوب الأولياء و حفظهم في
ذلك من الشياطين من الحضرة المحمدية»
قل للذي
﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] لقد ربطت به مواثت العلق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] لقد أتيت به جمعا على نسق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] الحق أبلج بين النص و العنق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] جعلت عهدك بالتوحيد في عنقي قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] كيف التخلق بالأسماء و الخلق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] لا تحجبني فهذا آخر الرمق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] العلم عند التجام الناس بالعرق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2] أعلمتني أن عين الأمر في النفق لأن لي بصرا لا جفن يحصره *** و إن لي بصرا قد حف بالحدق قل للذي ﴿خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ [العلق:2]
لقد جعلت وجود الكون في طبق
لكنني إذ رأيت الأمر من جهتي *** كان الوجود الذي شاهدت عن طبق
فالكل في ظلم الأطباق منحصر *** لذا تراه كثير الشوق و القلق
فصاحب الفلق المشهود ظاهره *** يرى الحقائق في الأسحار و الغسق
و صاحب الغسق المشهود باطنه *** يرى الحقائق في الأنوار و الفلق
فالكل في حضرة التقييد ما برحوا *** فإن أتاه سراج منه لم يطق
فلا يزال على بلوى تقلبه *** فيها و تزعجه لو أعج الحرق
و زاده عشقه فيه مكابدة *** و العشق لفظة اشتقت من العشق
أعلاه في جنسه فيه كأسفله *** فالقيد في قدم و الغل في عنق
فالروح يمسكه جسم يدبره *** و الجسم يمسكه توافق الفرق
أريد بتوافق الفرق اجتماع الطبائع التي وجد عنها الجسم
[إن المعلومات ثلاثة]
اعلم أن المعلومات ثلاثة لا رابع لها و هي الوجود المطلق الذي لا يتقيد و هو وجود اللّٰه تعالى الواجب الوجود لنفسه و المعلوم الآخر العدم المطلق الذي هو عدم لنفسه و هو الذي لا يتقيد أصلا و هو المحال و هو في مقابلة الوجود المطلق فكانا على السواء حتى لو اتصفا لحكم الوزن عليهما و ما من نقيضين متقابلين إلا و بينهما فاصل به يتميز كل واحد من الآخر و هو المانع أن يتصف الواحد بصفة الآخر و هذا الفاصل الذي بين الوجود المطلق و العدم لو حكم الميزان عليه لكان على السواء في المقدار من غير زيادة و لا نقصان و هذا هو البرزخ الأعلى و هو برزخ البرازخ له وجه إلى الوجود و وجه إلى العدم فهو يقابل كل واحد من المعلومين بذاته و هو المعلوم الثالث و فيه جميع الممكنات و هي لا تتناهى كما أنه كل واحد من المعلومين لا يتناهى و لها في هذا البرزخ أعيان ثابتة من الوجه الذي ينظر إليها الوجود المطلق و من هذا الوجه ينطلق عليها اسم الشيء الذي إذا أراد الحق إيجاده قال له ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة:117] و ليس له أعيان موجودة من الوجه الذي ينظر إليه منه العدم المطلق و لهذا يقال له كن و كن حرف وجودي فإنه لو أنه كائن