الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)(وصل في فصل تقدم الزكاة قبل الحول)فمن العلماء من منع من ذلك و بالمنع أقول ظاهرا لا باطنا و منهم من جوز ذلك (الاعتبار)اعتبار التجويز ﴿وَ قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ﴾ [البقرة:223] و ﴿مٰا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّٰهِ﴾ [البقرة:110] و ﴿سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [آل عمران:133] و ﴿أُولٰئِكَ يُسٰارِعُونَ فِي الْخَيْرٰاتِ وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ﴾ [المؤمنون:61] و «قوله صلى اللّٰه عليه و سلم فيمن أتى بالشهادة قبل أن يسألها فعظم ما فيها من الأجر على أجر من أتى بالشهادة بعد أن طولب بأدائها» [اعتبار من منع تقديم الزكاة قبل الحول]و أما اعتبار المنع فإن الحكم للوقت فلا ينبغي أن يفعل فيه ما لا يقتضيه و هنا دقائق من العلوم من علوم الأسماء الإلهية و هل يحكم اسم في وقت سلطنة اسم آخر مع بقاء حكم صاحب الوقت و هل يشتركان في الوقت الواحد فيكون الحكم لكل واحد من الأسماء حكم في وقته و هل حكم الوقت هو الحاكم على الاسم بأن جعله بحكم الاستعداد المحكوم فيه الذي أعطاه الوقت فما وقع حكم إلا في وقته إلى مثل هذا فأعلمه و يكفي هذا القدر من اعتبار باب الزكاة و الحمد لله انتهى الجزء الخامس و الخمسون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم) (الباب الحادي و السبعون في أسرار الصوم)يا ضاحكا في صورة الباكي *** أنت بنا المشكو و الشاكي الصوم إمساك بلا رفعة *** و رفعة من غير إمساك و قد يكونان معا عند من *** يثبت توحيدا بإشراك صيدت عقول عن تصاريفها *** بلا حبالات و أشراك صيدت عقول عن تصاريفها *** بصارم للشرع بتاك فسلمت ما رد برهانها *** و آمنت من غير إدراك جرى بها نجم الهدى سابحا *** ما بين أملاك بأفلاك لولاك يا نفسي لما كنته *** كأنه لولاك لولاك صومي عن الكون و لا تفطري *** بذا إله الخلق أولاك و انوى بذاك الصوم من حيث هو *** فإنه بالطبع غذاك في الصوم معنى لو تدبرته *** ما حل مخلوق بمغناك لا مثل للصوم كذا قال لي *** شارعه فدبري ذاك لأنه ترك فأين الذي *** عملته أو أين دعواك قد رجع الأمر إلى أصله *** بذاك ربي قد تولاك و الصوم إن فكرت في حكمه *** و أصل معناه بمعناك ثم أتى من عنده مخبر *** عن صومك المشروع عراك فالصوم لله فلا تجهلي *** و أنت مجلاه فإياك الصوم لله و أنت التي *** تموت جوعا فاعلمي ذاك أنثك الرحمن من أجل من *** يظهر منك حين سواك سبحان من سواك أهلا له *** و لم ينل ذلك إلاك فأنت كالأرض فراش له *** و عينه المنعوت بالباكي و صنعة اللّٰه ترى عينها *** بينكما فأين مجلاك لما دعوت اللّٰه من ذلة *** به تعالى بك لباك |
|
|||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |