اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الورث على نوعين معنوي ومحسوس]
فاعلم أن الورث على نوعين معنوي ومحسوس فالمحسوس منه ما يتعلق بالألفاظ والأفعال وما يظهر من الأحوال فأما الأفعال فإن ينظر الوارث إلى ما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بفعله مما أبيح للوارث أن يفعله اقتداء به لا مما هو مختص به عليه السلام مخلص له في نفسه ومع ربه وفي عشرته لأهله وولده وقرابته وأصحابه وجميع العالم ويتبع الوارث ذلك كله في الأخبار المروية عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الموضحة لما كان عليه في أفعاله من صحيحها وسقيمها فيأتيها كلها على حد ما وردت لا يزيد عليها ولا ينقص منها وإن اختلفت فيها الروايات فليعمل بكل رواية وقتا بهذه ووقتا بهذه ولو مرة واحدة ويدوم على الرواية التي ثبتت ولا يخل بما روى من ذلك وإن لم يثبت من جهة الطريق فلا يبالي إلا أن تعلق بتحليل أو تحريم فيغلب الحرمة في حق نفسه فهو أولى به فإنه من أولي العزم وما عدا التحليل أو التحريم فليفعل بكل رواية وإذا أفتى إن كان من أهل الفتيا وتتعارض الأدلة السمعية بالحكم من كل وجه ويجهل التأريخ ولا يقدر على الجمع فيفتي بما هو أقرب لرفع الحرج ويعمل هو في حق نفسه بالأشد فإنه في حقه الأشد وهذا من الورث اللفظ