الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
لكن البيان و الشرف و الامتنان و المجد العظيم الشأن إنما ظهر في اللسان عند البيان [المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة]و من ذلك المنزلة الرفيعة في التزام الشريعة من الباب 347 لا تتبع إلا ما نزل به الروح عليك و جاء به الملك أو الإلقاء إليك و إن كنت وليا فإنك وارث نبيا فما يجيء إلى تركيبك إلا بحظك من الورث و نصيبك فانظر ما سهمك و ما هو قسمك فذلك علمك فلا تشرع حكما ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] ثم اعلم أيها الولي الأكرم إنك و إن ورثت علما موسويا أو عيسويا أو غيرهما ممن كان من الرجال بينهما فإنما ورثت علما محمديا ساويت فيه ذلك النبي لعموم رسالة محمد الحائز المقام المحمود العلى إليه ترجع عواقب الثناء فهو صاحب جوامع الكلم المسماة بتلك الأسماء فلآدم الأسماء و لمحمد الاسم و المسمى و الجامع لهما لا شك أنه صاحب المقام الأسمى و حجاب العزة الأحمى [علم الانتكاس و الانعكاس في النور و النحاس]و من ذلك علم الانتكاس و الانعكاس في النور و النحاس من الباب 348 الكواكب الثوابت بيوت مظلمة و كذلك السيارة و ما عادت نجوما نيرات إلا بأنوار مستعارة و تكفيك إن كنت عاقلا هذه الإشارة أ لا ترى إلى ما نجم من ذوات الأذناب في ركن النار لرجم الأشرار و لم تزل نجوما و ما كانت رجوما حتى جاء صاحب البعث العام إلى جميع الإمام من الإنس و الجان و لهذا قال ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ﴾ فلو ابتغى الربح باستراقه رشدا ما وجد له ﴿شِهٰاباً رَصَداً﴾ [الجن:9] فحيل بينه و بين السمع لما نواه من عدم النفع فصاروا جهلا و قد كانوا علما فإذا طمست النجوم : علم عند ذلك ما فات الناس من العلوم فإذا انفطرت السماء و يحق لها أن تنفطر انكدرت النجوم : بما ترميهم به من الشرر [منزلة من وهب الفضة و الذهب]و من ذلك منزلة من وهب الفضة و الذهب من الباب 349 لا يخفى على ذي عينين الفرق بين الذهب و اللجين أين الإنسان الحيوان من الإنسان المخلوق على صورة الرحمن هو النسخة الكاملة و المدينة الفاضلة الذهب لا ظل له ف ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] و الفضة على نصيب من الظل لما فيها من الظل و ما لظلها فيء فالنور الخالص للعين و الممتزج للجين الذهب ﴿نُورٌ عَلىٰ نُورٍ﴾ [النور:35] و اللجين ﴿فٰارَ التَّنُّورُ﴾ [هود:40] و ليس سوى تنفس الصباح و تبسم فالق الإصباح إن كان الحق فما خلقه إلا بشمسه و إن كان الشمس فالحق على عزته في قدسه و من قدسه أن يكون فالقا كما كان لأرضه و سماواته فاتقا فالرتق لها من ذاتها و الفتق عرض لها من صفاتها إذ لو لم يكن لها قبول الفتق ما حكم به الفاتق على الرتق و الفاتق الفالق بلسان الحقائق [من فصل ما وصل]و من ذلك من فصل ما وصل من الباب 350 حكمة التفصيل لظهور وجه الدليل إذ في جبلة كل ملة طلب الأدلة لأنهم لم يكونوا ثم كانوا و وجدوا في نفوسهم افتقارا خضعوا له و استكانوا فقالوا من أو إلى من لا بد على أعياننا من زائد و لا بد أن يكون له حكم الواحد و إن اتصف بالكثرة و طريق النسب فهي غير مؤثرة في ذات هذا النسب فهو الواحد الكثير لأنه الحي العليم القدير و مع أنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] ف ﴿هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء:1] فحكم على نفسه بحكم الجماعة و إن كان العقل يحكم فيه بالشناعة فالرجوع أولى إلى قوله و لا يصرفنك عنه صارف استشناعه و هو له فإنه لو أثر في نزاهته و قدسه ما نسب ذلك إلى نفسه فالذي هو عندنا تشبيه هو عند اللّٰه تنزيه من نزول و فرح و استواء و كينونة في سماء و عرش و عماء [المشاورة محاورة]و من ذلك المشاورة محاورة من الباب 351 المشاورة و إن دلت على عدم الاستقلال بجودة النظر فهي من جودة النظر و إن نبهت على ضعف الرائي فهي من الرائي عرض الإنسان ما يريد فعله على الآراء دليل على عقله التام ليقف على تخالف الأهواء فيعلم مع أحدية مطلوبه أنه و إن تفرد فله وجوه تتعدد و أي شيء أدل على أحدية الحق من مشاورة الخلق لا يطلع على مراتب العقول إلا أصحاب المشاورة و لا سيما في المسامرة فإنها أجمع للهم و الذكر و أقدح لزناد الفكر و من هنا تعرف ما يحصل لأهل الليل من جزيل النيل في نزول الحق من عرشه إلى سمائه في الثلث الباقي من الليل تهمما بعباده من أولياءه ليهبهم من آلائه و نعمه ما يقتضيه عموم جوده و كرمه [المؤمن من لا يفضح الكاذب و يصدق المؤمن]و من ذلك المؤمن من لا يفضح الكاذب و يصدق المؤمن من الباب 352 الكذب وجود فإنه عن شهود محله النفس و إن لم يكن من مدركات الحس و على الحقيقة فإنه محسوس في مقام التقديس و الحس أشرف من العقل لما فيه من الإطلاق فله السراح بالاستحقاق و إنه المحيط |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





