الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


نية الصلاة الواجبة على المكلف لا تجب إلا عند الشروع فيها فإن نواها الإنسان قبل ذلك من حين شروعه في الوضوء ثم استصحب النية إلى أن شرع في الصلاة جاز له ذلك وحصل على خير كثير ولكن لا تجزيه الصلاة المقيدة بالوقت قبل دخول الوقت إلا في مذهب من يرى الجمع بين الصلاتين في أول الوقت فلا يبعد أن يجوز تعجيل الصدقة والاسترواح في مثل هذا من قوله أُولئِكَ يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن المشيئة عرش الذات ليس لها *** في غيرها نسبة تبدو ولا أثر

وهي الوجود فلا عين تغايرها *** تفني وتعدم لا تُبْقِي ولا تَذَرُ

عزت فليس يرى سلطانها ملك *** وليس يدركها في الصورة البشر

بكون آدم مخصوصا بصورته *** لأن فيه جميع الكون مختصر

له المقاليد في الأكوان أجمعها *** له التنزل والآيات والسور

فمن تنزله أن قال ندركه *** في صورة هي شمس الحق أو قمر

مع التنزه عن تشبيه خالقنا *** وقد حوته بما قد قاله الصور

قال الله عز وجل ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وإن عارضته المشيئة وما في النسب أعجب منها لاستصحاب لو لها ولو لها أثر ما لها أثر فهو حرف عجيب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من حلوله ما له عين وجودية وقد أحدث الخوف في جسم الخائف حركة الهرب وطلب الستر والمدافعة وما وقع شي‏ء إلا عين الخوف وهو لطيف فإذا حل به ما يخاف منه فلا بد من قوة سلطان الخوف عليه وإن كان لطيفا وهو أحد أمرين إما الرضي والصبر أو السخط والضجر والأثر سكون أو قلق فقد أثر ومن ذلك قرب العبد الثاني في المثاني قال القرب من الحق قربان قرب حقيقي وهو ارتباط الرب بالمربوب وارتباط العبادة بالسيادة والحادث بالسبب الذي أحدثه والقرب الثاني القرب بالطاعة لأمر المكلف والدخول تحت حكمه فالأول قرب ذاتي يعم جميع الموجودات والثاني قرب اعتناء وكرامة فالقرب الأول قرب رحم ونسب لو أراد الدافع أن يدفعه لم يستطع لأنه لذاته هو قرب وقرب الاختصاص قرب المكانة من السلطان فيؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء فله ذلك فلو قيل له لا تكن سيدا لعبدك أو لا تكن عبدا لسيدك لكان خلقا من الكلام ولو قيل له أطع سيدك أو لا تطع سيدك لم يكن ذلك خلفا من الكلام وإن قيل له إن شئت أطع سيدك وإن شئت لا تطعه ردته الحقائق فإن العبد لا مشيئة له مع مشيئة سيده‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن الرسالة في الدنيا قد انقطعت *** في وقتنا للذي قد جاء في الخبر

وقد مضى حكمها دنيا وآخرة *** وما لها في وجود العين من أثر

لو لا التكاليف لم يختص صاحبها *** عن غيره لوجود الوحي والنظر

النحل يوحى إليه دائما أبدا *** إلى القيامة في السكنى وفي الثمر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعلى مثل هذا تجري أفعاله وأما السابق بالخيرات وهو المبادر إلى الأمر قبل دخول وقته ليكون على أهبة واستعداد وإذا دخل الوقت كان متهيئا لأداء فرض الوقت لا يمنعه من ذلك مانع كالمتوضئ قبل دخول الوقت والجالس في المسجد قبل دخول وقت الصلاة فإذا دخل الوقت كان على طهارة وفي المسجد فيسابق إلى أداء فرضه وهي الصلاة وكذلك إن كان له مال أخرج زكاته وعينها ليلة فراغ الحول ودفعها لربها في أول ساعة من الحول الثاني للعامل الذي يكون عليها وكذلك في جميع أفعال البر كلها يبادر إليها كما

قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال بم سبقتني إلى الجنة فقال بلال ما أحدثت قط إلا توضأت ولا توضأت إلا صليت ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما

فهذا وأمثاله من السابق بالخيرات وهو كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المشركين في شبابه وحداثة سنه ولم يكن مكلفا بشرع فانقطع إلى ربه وتحنث وسابق إلى الخيرات ومكارم الأخلاق حتى أعطاه الله الرسالة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!