اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

وأعظم الحجب حجابان حجاب معنوي وهو الجهل وحجاب حسي وهو أنت على نفسك فأما الحجاب الأعظم المعنوي
فقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما أسرى به في شجرة فيها وكرا طائر فقعد جبريل في الوكر الواحد وقعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الآخر فلما وصلا إلى السماء الدنيا تدلى إليهما شبه الرفرف درا وياقوتا وكان ذلك نوعا من تجلى الحق قال عليه السلام فأما جبريل فغشي عليه لعلمه بما تدلى إليه وأما رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فبقي على حاله لكونه ما علم ما هو فلم يكن له سلطان عليه فلما أخبره جبريل عند ما أفاق أنه الحق قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عند ذلك فعلمت فضله
يعني فضل جبريل علي في العلم فالعلم أصعق جبريل وعدم العلم أبقى النبي صلى الله عليه وسلم على حاله مع وجود الرؤية من الشخصين فهذا أعظم الحجب المعنوية وأما كونك حجابا عليك وهو أكثف الحجب الحسية فقول القائل
بدا لك سر طال عنك اكتتامه *** ولاح صباح كنت أنت ظلامه
فأنت حجاب القلب عن سر غيبه *** ولولاك لم يط
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلو صحت محبتك لله ولرسوله أحببت أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت كل ما يصدر منهم في حقك مما لا يوافق طبعك ولا غرضك إنه جمال تتنعم بوقوعه منهم فتعلم عند ذلك أن لك عناية عند الله الذي أحببتهم من أجله حيث ذكرك من يحبه وخطرت على باله وهم أهل بيت رسوله صلى الله عليه وسلم فتشكر الله تعالى على هذه النعمة فإنهم ذكروك بالسنة طاهرة بتطهير الله طهارة لم يبلغها علمك وإذا رأيناك على ضد هذه الحالة مع أهل البيت الذي أنت محتاج إليهم ولرسول صلى الله عليه وسلم حيث هداك الله به فكيف أثق أنا بودك الذي تزعم به أنك شديد الحب في والرعاية لحقوقي أو لجانبي وأنت في حق أهل نبيك بهذه المثابة من الوقوع فيهم والله ما ذاك إلا من نقص إيمانك ومن مكر الله بك واستدراجه إياك من حيث لا تعلم وصورة المكر أن تقول وتعتقد إنك في ذلك تذب عن دين الله وشرعه وتقول في طلب حقك إنك ما طلبت إلا ما أباح الله لك طلبه ويندرج الذم في ذلك الطلب المشروع والبغض والمقت وإيثارك نفسك على أهل البيت وأنت لا تشعر بذلك والدواء الشافي من هذا الداء العضال أن لا ترى لنفسك معهم حقا وتنزل عن حقك لئلا يندرج في طلبه ما ذكرته لك وما أنت من حك
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهو نعت إلهي فإنه يقول عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ وكذلك الحرص نعت إلهي أيضا وهو الذي يقتضيه
قول الله لملائكته في المتشاحنين أنظروا هذين حتى يصطلحا
وتسخير الملائكة في حق المؤمنين بالاستغفار والدعاء لهم فهذا من ثمرته وإن لم يرد الإطلاق اللفظي به فإن هذه الأمور على قسمين منهما ما ورد إطلاق اللفظ بأسمائها على الجناب الإلهي ومنها ما وجد منه آثارها ولم يطلق عليه منها اسم ومنها ما نسب الفعل الذي يكون منها إليه ولم يطلق عليه منه اسما ومنه ما أطلق عليه منه اسما في جماعة بحكم التضمين فمثل ما نسب إليه الفعل ولم يطلق الاسم قوله الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وقوله سَخِرَ الله مِنْهُمْ ومثل ما نسب إليه الفعل وأطلق عليه الاسم في جماعة بحكم التضمين قوله ومَكَرَ الله والله خَيْرُ الْماكِرِينَ ومثل ما أطلق عليه منه اسم قوله وهُوَ خادِعُهُمْ ومثل ما وجد منه آثارها ولم يطلق عليه منها اسم ولا فعل قوله عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذه آثار الأحوال على قدر الشهود وهي علوم الأذواق فهي عزيزة المنال فما كل عارف يعرفها وهي موازين لا تخطي فإنها بالوضع الإلهي نزلت ليوم القيامة بخلاف نزولها في الدنيا فإنها نزلت تعريفا وعند أهل الشهود في الدنيا كالأنبياء وفي يوم القيامة نزلت حقيقة بيد حق فلذلك ما جار نبي في حكم وفرضت له العصمة في أحكامه وكذلك الولي محفوظ في ميزانه وإن كانت العامة تنسبه إلى الجور فليس جورا في نفس الأمر وإنما هو جور بالنظر إلى موازينهم حيث لم يوافقها وكل حق فإنه ثم ميزان عموم كميزان الإجماع وميزان خصوص مثل هذا الميزان وميزان المجتهد في الحكم ولكن بقي أي ميزان أفضل في الخصوص هل هو ميزان المجتهد أو ميزان صاحب الكشف كما اختلفوا في إحرام الرجل من الميقات أو من منزله الخارج عن الميقات فمن قائل إن الإحرام من منزله الخارج عن الميقات أفضل ومن قائل إن الإحرام من الميقات أفضل ولكن على من يجيز الإحرام قبل الميقات فمن راعى الاتباع فضل الميقات ومن راعى المسارعة إلى التلبس بالعبادات مخافة الفوت فضل الإحرام من المنزل الذي خارج الميقات لكن المجمع عليه الميقات وهو تقييد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

لا يغسل الكامل الناقص في مثل هذه المسألة وهو أن يكاشف الكامل ببراءة شخص مما ينسب إليه مما يوجب الحد وقد حكم الحاكم الناقص بإقامة الحد عليه فليس للكامل أن يرد حكم الفقيه في تلك المسألة لعلمه ببراءة المحدود فليس للكامل في مثل هذا أن يرد على الناقص
