اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
الإلهي النبوي وإن كثرت أنواعها وفيه علم الاختصاص الإلهي لبعض المخلوقات بما ذا وقع هل بالعناية أو بالاستحقاق وهو علم منع أهل الله عن كشفه في العموم والخصوص لأنه علم ذوق لا ينال بالقياس ولا بضرب المثل وفيه علم كلمة الوصل والفصل هل هي كلمة واحدة أو كلمتان وفيه علم تفاضل أهل الكتب هل هو راجع لفضل الكتب أم لا وهل للكتب المنزلة فضل بعضها على بعض أم لا فضل فيها فإن الله جعل في نفس القرآن التفاضل بين السور والآيات فجعل سورة تعدل القرآن كله عشر مرات وأخرى تقوم مقام نصفه في الحكم وأخرى على الثلث وأخرى على الربع وآية لها السيادة على الآيات وأخرى لها من آي القرآن ما للقلب من نشأة الإنسان وللقرآن تميز بالإعجاز على غيره من الكتب وفيه علم المواخاة بين سور القرآن ولهذا
قال عليه السلام شيبتني هود وأخواتها
فجعل بينهن أخوة وفيه علم تقرير كل ملة على ما هي عليه وكل ذي نحلة على نحلته وما يلزمه من توفية حقها وفيه علم من فارق الجماعة ما حكمه وفيه علم المواخاة بين الكتب المنزلة من عند الله والموازين الإلهية الموضوعة في العالم على اختلاف صورها المعنوية والمحسوسة فالمعنوية كالبراهين الوجودية والج
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
الإنسان في نفسه ثم إن الله تعالى جعل له في الجسم الذي جعله الله له ملكا واستوى عليه جعل فيه قوى وآلات حسية ومعنوية وقيل له خذ العلوم منها وصرفها على حد كذا وكذا وجعلت له هذه الآلات على مراتب فالقوى المعنوية كلها قوى كاملة إلا قوة الخيال فإنها خلقت ضعيفة والقوة الحساسة وجعلت هاتان القوتان تابعة للجسم فكلما نما الجسم وكبر وزادت كميته كلما تقوى حسه وخياله إذ كانت جميع القوي لا تأخذ الأشياء إلا من الخيال وهي قوة هيولانية قابلة لجميع ما يعطيها الحس من الصور وقابلة لما تفتح فيها القوة المصورة من الصور التي تركبها من أمور موجودة قد أمسكها الخيال من القوة الحساسة وليس في القوي من يشبه الهيولى في قبول الصور إلا الخيال فإذا تقوى الخيال حينئذ وجد الفكر حيث يتصرف ويظهر سلطانه والوهم كذلك والعقل كذلك والقوة الحافظة كذلك فلم تكن لطيفة الإنسان من حيث ذاتها مدركة لما تعطيها هذه القوي إلا بوساطتها فلو اتفق أن تعطيها هذه القوي المعلومات من أول ما يظهر الولد في عالم الحس قبلها الروح الإنساني قبولا ذاتيا أ لا ترى أن الله قد خرق العادة في بعض الناس في ذلك وهو ما ذكر من صبي يوسف حين شهد له بالبراءة وكلا
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
يدعى صاحبها عبد الغني وعبد المغني قال الله عز وجل فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وقال تعالى وأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وأَقْنى وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من هذه الحضرة ليس الغني عن كثرة العرض لكن الغني غنى النفس
ترى التاجر عنده من المال ما يفي بعمره وعمر ألزامه لو عاش إلى انقضاء الدنيا وما عنده في نفسه من الغني شيء بل هو من الفقر إلى غاية الحاجة بحيث أن يرد بماله موارد الهلاك في طلب سد الخلقة التي في نفسه عسى يستغني فما يستغي بل لا يزال في طلب الغني الذي هو غنى النفس ولا يشعر فاعلم إن أول درجة الغني القناعة والاكتفاء بالموجود فلا غنى إلا غنى النفس ولا غنى إلا من أعطاه الله غنى النفس فليس الغني ما تراه من كثرة المال مع وجود طلب الزيادة من رب المال فالفقر حاكم عليه فالإنسان فقير بالذات لأنه ممكن وهو غني بالعرض لأنه غني بالصورة وذلك أمر عرض له بالنسبة إليه وإن كان مقصودا للحق فللإنسان وجهان إذا كان كاملا وجه افتقار إلى الله ووجه غنى إلى العالم فيستقبل العالم بالغنى عنه ويستقبل ربه بالافتقار إليه ولهذين الوجهين قيل إنه لا يكون عند الله وجيها لأنه لا يكون عند
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
اختلف العلماء بالذكر في هذه الآية في حكم المحصر بمرض أو بعد وهل هذا المحصر في هذه الآية بعدو أو بمرض فقالت طائفة المحصر هنا بالعدو وقالت طائفة المحصر هنا بالمرض وقال قوم المحصر الممنوع عن الحج أو العمرة بأي نوع كان من المنع بمرض أو بعدو أو غير ذلك وهو الظاهر وبه أقول مراعاة للقصد وما أوقع الخلاف إلا فهمهم في اللسان لأنه جاء في الآية بالوزن الرباعي ونقل إنه يقال حصره المرض وأحصره العدو فأما المحصر بالعدو فاتفق الجمهور على أنه يحل من عمرته وحجه حين أحصر وقال الثوري والحسن بن صالح لا يحل إلا يوم النحر وبالأول أقول وهو أنه يحل حين أحصر غير أني أزيد هنا شيئا لم يره من وافقنا في الإحلال حين الإحصار وهو أن المحرم إن كان قال حين أحرم إن محلي حيث تحبسني كما أمر فلا هدي عليه ويحل حيث أحصر وإن لم يقل ذلك وما في معناه فعليه الهدى والذين قالوا بالتحلل حين أحصر اختلفوا في إيجاب الهدى عليه وفي موضع نحره عند من يقول بوجوبه على شرطنا أو على غير شرطنا فيما أحصر عنه من حج أو عمرة فقال بعضهم لا هدي عليه وإن كان معه هدي تطوع نحره حيث أحل وبنحر الهدى المتطوع به حيث أحل أقول وقال بعضهم بإيجاب الهدى ع
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
الضحك للمناجي يقدح في الهيبة والأدب وغير الأديب لا يناجي فإن تبسم لا يخلو ما أن يتبسم من أجل ضحك ربه في نازلة تقع كمثل عجوز موسى عليه السلام وقصة هناد فمن الأدب أن يتبسم العبد في مثل هذه النوازل لضحك الحق وأما إن كان في نازلة تعطي التبسم لنفسه فتبسم فإنه سيئ الأدب فلا يصلح للحضور ويحال بينه وبين الحضور فيستأنف التوبة والعمل فهو بمنزلة من يقول إن التبسم يقطع الصلاة