الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() علم المركب و البسيط في المحاط و المحيط من الباب 342 ﴿أَحٰاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ [الطلاق:12] عند من رزقه اللّٰه فهما فلا تعم الإحاطة كل شيء إلا إذا كانت معنى و هذا القول انقلوه عنا فإن زالت عن هذه المنزلة فقد زالت تلك التكملة فهي إحاطة فيما أحاطت به و هذا الأمر مشتبه لا يحيط البسيط بالمركب لأن البسيط لا يتركب إن البسيط إلى البسيط بسيط *** فهو المحاط و لو تراه يحيط هو المحاط لأن القلب وسعه و هو المحيط لاستوائه و هو الإمعة لكن منعت الحقيقة أن يقال مثال هذا المقال فكل شيء لا يخرج عن حقيقته و لا يعدل به العالم عن طريقته ما في الوجود إلا التركيب هكذا شهده أهل الفطنة و التهذيب ما عقلت ذاتا إلا لعينها و ما عقلتها لعينها إلا من حيث كونها فإنها لذاتها آلة فلا بد من على من ليثبت سواه و السوي يطلب زيادة حكم على العين فلا بد من التركب في الكون لمعقولية الاثنين و تحقق الشيئين و هذا لا يخفى على ذي عينين [علم التحجير في الأدب مع السراج المنير]و من ذلك علم التحجير في الأدب مع السراج المنير من الباب 343 إذا كانت السور تملي و الآيات تتلى فاستمع و أنصت لعلك ترحم بالفهم فترتجع فاعلم فالرجوع إنك تعلم فإن خالجته فيها حرمت عليك معانيها فالزم بيتك و جهز ميتك و فكر في موتك و اخفض من صوتك فإن البررة الكرام لا يحبون رفع الصوت بالكلام لأن الجهر ظهور و هم أهل ستر و غيب مع أنهم نور فهل خفاؤهم لشدة ظهور هم أو هو لسدل ستورهم أخبروني أخبروني حققوا *** و إلى عين طريقي طرقوا فإذا كنتم كما قلت لكم *** فاعلموا أنكم لم تمرقوا ثم حزتم قصب السبق لكم *** و كذا السابق من لا يسبق ذكر اللّٰه كشف الغطاء عن البصر فما هو ذلك الغطاء الذي إذا زال جاء مثل هذا الغطاء القرين صاحب في الشاهد و الغائب فمن عرف قدر صاحبه فقد قام بواجبه و القرين عند أهل المعرفة لا بد أن تكون على صفة فاعتبرها في صحبته و حذار من غدرته و قد يغدر الصاحب في بعض المذاهب رسول اللّٰه ﷺ قبل من الذي أتى إليه مسلما إسلامه و صحبته و ما قبل غدرته ﴿لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب:21] لمن سمع القول فاتبع أحسنه [من افتتح بالمنح]و من ذلك من افتتح بالمنح من الباب 344 المنحة مردودة إلا منحة الحق فإنه ما ثم على من ترد لأنه ما يشبه الخلق لا يقبل المنافع و هو النافع فتح الغيوب على ضروب فالكل في كل زمان و نفس في مزيد لكن بعض العالم في لبس من خلق جديد المبايعة تشهد بالمنازعة فإن مبناها على السمع و الطاعة و موافقة الجماعة و من شذ شذ إلى النار بذا جاءت الأخبار من عرف قدر الإمام لم يقع فيه و إن جار بملام اتركه و من استخلفه فإن أمنه أمنه و إن خوفه خوفه من عرف قدر السلطان لم يعصه و إن عصى اللّٰه فيه لم يستقصه أنظره مجبورا مسيرا لا تنظره مختارا مخيرا و استرح عليه و استند إليه فهو الظل من آوي إليه لم يلحقه ذل [علم الأسرار في الأنهار و البحار]و من ذلك علم الأسرار في الأنهار و البحار من الباب 345 علم الاستنباط لأهل البساط علم الأحوال لمن شهد الأهوال العلم السهل لمن كان من الأهل علم الإنتاج لأصحاب المعراج و علم الأسماء و الرسوم لمن جمع هذه العلوم و قد انحصر أصحابها في السبعة من العدد و هم الأبدال عند كل أحد فمنهم المنفرد بعلم واحد و منهم الجامع من غير أمر زائد و منهم الجامع بين اثنين لذي عينين و منهم الفائز بالثلاث و هو صاحب الميراث الحائز جميع المال فله الكمال و ما ورث اللّٰه إلا الكتاب لذوي الألباب فهم ورثة النبي لا ورثة الولي فإنه لا يورث إلا الميت الراحل عن البيت و الحق لا يفارق فتدبر هذه الحقائق [الكثبان تسامر الخلان]و من ذلك في الكثبان تسامر الخلان من الباب 346 أصحاب الحدر ما لهم هذا السمر هذا السمر لأصحاب السمر الغيوب و إن انكشفت للقبائل و الشعوب فإن القبائل لهم فيها الباع المتسع الطائل و أما الشعوب فريحهم دون ريح القبائل في الهبوب لا يبلغ الأعاجم مع اعتلائها في سمائها مبلغ الإعراب دليلنا الخيول العراب الإعجام إبهام و الإعراب إبانة الكلام ما منع المعارض إلا من العربي لا من الأعجمي اختص الإعجاز بالقرآن و إن كانت الكتب المنزلة كلام الرحمن |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |