الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() «العليا خير من اليد السفلي» (وصية)إلهيةفيها لطف «حدثني بها موسى بن محمد القرظي بمكة و الضياء عبد الوهاب ابن سكينة ببغداد عند اجتماعي به برباطه قال يقول اللّٰه إذا أحدث عبدي و لم يتوضأ فقد جفاني و إذا توضأ و لم يصل فقد جفاني و إذا صلى و لم يدعني فقد جفاني و إذا دعاني و لم أجبه فقد جفوته و لست برب جاف و لست برب جاف و لست برب جاف» (وصية)إلهيةنافعة في طهارة الجوارح «يقول اللّٰه يا أخا المرسلين و يا أخا المنذرين يعني سيدنا محمدا ﷺ وصية يبلغها إلينا عن ربه عزَّ وجلَّ أن لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب سليمة و ألسن صادقة و أيد نقية و فروج طاهرة و لا تدخلوا بيتا من بيوتي و لأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة فأي العبيد ما دام قائما بين يدي يصلي فإني لا أقبل صلاته حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها فإذا فعل فأكون سمعه الذي يسمع به و أكون بصره الذي يبصر به و يكون من أوليائي و أصفيائي و يكون جاري مع» ﴿اَلنَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَدٰاءِ﴾ [النساء:69] في الجنة (وصية)إلهيةفي توبيخ الواثب على الدنيا «قال اللّٰه تعالى يا ابن آدم رهضتك الدنيا ثلاث رهضات الفقر و المرض و الموت و مع ذلك إنك لو ثاب» (وصية)ملكية بالتواضع«أوحى اللّٰه إلى محمد ﷺ و عنده جبريل إن شئت نبيا عبدا و إن شئت نبيا ملكا فنظر إلى جبريل فأومأ إليه جبريل أن تواضع قال فقلت نبيا عبدا فلو قلت نبيا ملكا لسارت معي الجبال ذهبا و فضة» (وصية)إلهية بتعظيم الأولياء«يقول اللّٰه تعالى من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة و في رواية فقد أذنته بحرب» و «قال أحب عبادة عندي النصيحة» و «قال تعالى يا ابن آدم خيري إليك نازل و شرك إلى صاعد و أنا تحبب إليك بالنعم و أنت تتبغض إلي بالمعاصي في كل يوم يأتيني ملك كريم بقبيح فعلك يا ابن آدم ما تراقبني أ ما تعلم أنك بعيني يا ابن آدم في خلواتك و عند حضور شهواتك اذكرني و سلني أن أنزعها من قلبك و أعصمك عن معصيتي و أبغضها إليك و أيسر لك طاعتي و أحببها إليك و أزين ذلك في عينك يا ابن آدم إنما أمرتك و نهيتك لتستعين بي و تعتصم بحبلي لا أن تعصيني و تتولى عني و أعرض عنك أنا الغني عنك و أنت الفقير إلي إنما خلقت الدنيا و سخرتها لك لتستعد للقائي و تتزود منها لئلا تعرض عني و تخلد إلى الأرض اعلم بأن الدار الآخرة خير لك من الدنيا فلا تختر غير ما اخترت لك و لا تكره لقائي فإنه من كره لقائي كرهت لقاءه و من أحب لقائي أحببت لقاءه» (وصية)إلهية برغبة و رهبة«رويناها من حديث محمد بن مسلمة ابن وضاح من أهل قرطبة رحمه اللّٰه قال قال اللّٰه لبني إسرائيل رغبناكم في الآخرة فلم ترغبوا و زهدناكم في الدنيا فلم تزهدوا و خوفناكم بالنار فلم تخافوا و شوقناكم إلى الجنة فلم تشتاقوا و نحنا عليكم فلم تبكوا بشر القتالين بأن لله سيفا لا ينام و هو دار جهنم» (و من وصايا)العارفين بالله تعالىلا تبق بمودة من لا يحبك إلا معصوما من صحبك و وافقك على ما يحب و خالفك فيما يكره فإنما يصحب هواه و من صحب هواه فإنما هو طالب راحة الدنيا يا معشر المريدين من أراد منكم الطريق فليلق العلماء بالجهل و الزهاد بالرغبة و أهل المعرفة بالصمت و أوصاني شيخي رحمه اللّٰه أول ما دخلت عليه قبل أن أرى وجهه فقال لي و قد قلت له أوصني قبل إن تراني فاحفظ عنك وصيتك فلا تنظر إلي حتى ترى خلعتك علي فقال رضي اللّٰه عنه هذه همة شريفة عالية يا ولدي سد الباب و اقطع الأسباب و جالس الوهاب يكلمك من غير حجاب فعملت على هذه الوصية حتى رأيت بركتها و دخلت عليه بعد ذلك فرأى خلعتها علي فقال هكذا هكذا و إلا فلا لا ثم قال لي امح ما كتبت و آنس ما حفظت و أجهل ما علمت و كن هكذا معه على كل حال لا تتحدث معه بما قد علمته فإن في ذلك تضييع الوقت و اطلب المزيد كما أمرك في قوله لنبيه ﷺ يأمره و أمته ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] اطلب الحاجة بلسان الفقر لا بلسان الحكم يقول اللّٰه لأبي يزيد البسطامي تقرب إلي بالذلة و الافتقار و قال له اترك نفسك و تعالى «أوحى اللّٰه تعالى إلى موسى عليه السّلام كن كالطير الوحداني يأكل من رءوس الأشجار و يشرب من الماء القراح إذا جنه الليل آوى إلى كهف من الكهوف استئناسا بي و استيحاشا ممن عصاني يا موسى آليت على نفسي إني لا أتم لمدبر من دوني عملا يا موسى لأقطعن أمل كل مؤمل أمل غيري و لأقصمن ظهر من استند إلي سواى» |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |