الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
لأهل التهليل من الباب 439 قال لما تنوعت مواطن التهليل ظهر حكم التأويل فلكل تهليل حال و لسان و رجال و مقام و قال التهليل قولك لا إله إلا اللّٰه فنفيت و أثبت و قال إن نظرت و تحققت ما نفيت فما هو إلا عين ما أثبت و لو لا إن اللّٰه يجازي بالقصد ما عظم جزاء التهليل و قال دليل ما ذهبنا إليه قوله ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] فانظر هل عبدوا شيئا إلا بعد ما نسبوا إليه الألوهة فما عبدوا إلا اللّٰه لا تلك الأعيان الحجة قوله ﴿قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ [الرعد:33] و هو العلم كله و لم يقل انسبوهم فإنه لو قال لهم انسبوهم لنسبوهم إليه بلا شك [اللّٰه أكبر ممن أو عمن]و من ذلك اللّٰه أكبر ممن أو عمن من الباب 440 قال لو لا ما خلق من خلق على صورته ما قال اللّٰه أكبر لما في هذه الكلمة من المفاضلة فما جاء أكبر إلا من كونه الأصل فعليه حذى الإنسان الكامل و قال ﴿لَخَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّٰاسِ﴾ [غافر:57] لما نسوا صورتهم فصحت المفاضلة و ليس إلا أن السموات و الأرض هما الأصل في وجود الهيكل الإنساني و نفسه الناطقة فالسماوات ما علا و الأرض ما سفل فهو منفعل عنهما و الفاعل أكبر من المنفعل و ما أراد الجرم لقوله ﴿وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187] و قال ﴿وَ لِلرِّجٰالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة:228] فإن حواء خلقت من آدم و آدم خلق من الأرض فكما إن له درجة على حواء للأرض عليه درجة فهو الأم لحواء و هو ابن للأرض و الأرض له أم ﴿مِنْهٰا خَلَقْنٰاكُمْ وَ فِيهٰا نُعِيدُكُمْ﴾ [ طه:55] ﴿فَرَدَدْنٰاهُ إِلىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا﴾ [القصص:13] لذلك تضغطه عند ما يدفن فيها مثل عناق الأم و ضمها ولدها إذا قدم عليها من سفر فهو ضم محبة ﴿وَ مِنْهٰا نُخْرِجُكُمْ تٰارَةً أُخْرىٰ﴾ [ طه:55] و هو البعث [ما هو لك ما يتملك]و من ذلك ما هو لك ما يتملك من الباب 441 قال ما هو لك هو يطلبك فلا تتعب فإن طلبته تعبت و ملكك و قال ما هو لك ما هو لك و إنما هو لمن جاء من عنده و قال اللّٰه لك و اللّٰه لا يملك و قال ما أشد حيلة الإنسان ما اقتنع في العلم بالله بما أخبره اللّٰه بما هو عليه في نفسه فنظر و تأول عسى يخرج عن الملك بما يملكه في اعتقاده مما أوجده بنظره ليكون هو في المالك فإنه من ملكه مملوكه فما ملكه إلا نفسه لأنه صنعه و خلقه فأحبه و المحبوب مالك فلذلك أقر بالملك صاحب النظر لمن اعتقده فهو المالك المملوك و الخالق المخلوق فافهم [من المكرمات تعظيم الحرمات]و من ذلك من المكرمات تعظيم الحرمات من الباب 442 قال لما عظم الحرم عند بعولتهن صانوهن و غاروا عليهن و هو خير له فإن صحة النسب تصون الأهل عن الريب فلا يدخله ريب فيما ولد على فراشه «الولد للفراش و للعاهر الحجر» و قال جعل اللّٰه الأرض فراشا و منها خلق آدم على صورته و «قد ورد أن الولد سر أبيه» و قال لو لا هذه الحكمة المطلوبة لاكتفى بالمهاد و لم يذكر الفراش و قال ما خلق اللّٰه الألفاظ حين عينها بالذكر سدى فإن ذلك حرف جاء لمعنى و هو ما قلنا و لا يقتصر و قال فيها ﴿وَ أَنْبَتْنٰا فِيهٰا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق:7] فأولدها توأمين و لذلك جاء ﴿وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج:5] حين ربت و هو الحمل و ألقت الماء فنسب الإنبات إليه و إلى الأرض فقال ﴿وَ اللّٰهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً﴾ [نوح:17] مصدر نبت فما قال إنباتا و نسب الولد لوالده فإن له عليه ولادة بوضعه في الرحم و ينسب إلى الأم لأن لها عليه ولادة بخروجه من بطنها فانظر إلى ما أعطاه الفراش و جعل اللّٰه بينه و بين خلقه نسبا و لم يكن سوى التقوى من الوقاية ورد اليوم أضع نسبكم و أرفع نسبي أين المتقون ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ﴾ [الحجرات:13] [من اعتنى به صغيرا و ضيع كبيرا]و من ذلك من اعتنى به صغيرا و ضيع كبيرا من الباب 453 قال يحيى آتاه الحكم صبيا : و لم يجعل له من قبل سميا : و سلط عليه الجبار عدوه فقتله و ما حماه اللّٰه منه و لا نصره باقتراح بغي على باغ و قال أراد بقاه حيا فقتله شهيدا فأبقى حياته عليه فما مات من قتله أعداء اللّٰه في سبيل اللّٰه فجمع لهم بين الحياتين ﴿وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتٌ بَلْ أَحْيٰاءٌ وَ لٰكِنْ لاٰ تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:154] ﴿وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران:169] و إن كان الموت أشرف فإنه صفة الأشرف ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر:30] فالأكابر لا يتميزون بخرق العوائد فهم مع الناس عموما في جميع أحوالهم بظواهرهم و قال الاعتناء بالصغير رحمة به لضعفه فإذا كبر وكل إلى نفسه فإن بقي في كبره على أصله من الضعف صحبته الرحمة و إن تكبر عن أصله و ادعى القوة المجعولة فيه بعد ضعفه أضاعه اللّٰه في كبره برد الضعف إليه فاستقذره وليه و تمنى مفارقته و في ضعف صغره كان يشتهي حياته و يرغب في تقبيله و لا يستقذره [لا تضيع الأجور عند أهل الدثور]و من ذلك لا تضيع الأجور عند أهل الدثور من الباب 454 قال يجبر الحاكم صاحب الوفر على إعطاء ما تعين عليه من الحق لغيره أ لا ترى إلى من جحد شيئا من الزكاة ثم عثر عليه المصدق أخذ منه ما جحد و شطر |
|
||||||||||
![]() |
![]() |
||||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
|||||||||||





