الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)
و توجهت منه عليه حقوقه *** فدعاه للقاضي العليم فطالبه نادى عليه مجرسا هذا جزاء *** من عامل الجنس البعيد و صاحبه ليثوب من سمع الندا فيرعوي *** عنه و يعلم أنه إن جانبه تظفر يداه بكل خير شامل *** فاستعمل الإرسال فيه و كاتبه هو اللطيف في أسمائه الحسنى و بها ظهر الملأ الأعلى و الأدنى لما تجاورت تحاورت و لما تكاثرت تسامرت فرأت أنفسها على حقائق ما لها طرائق سماؤها ما لها من فروج و مع هذا فلها نزول و عروج فطلبت أرضا تنبت فيها كل زوج بهيج : فقالت المفتاح في النكاح و لا بد من ثلاثة ولي و شاهدي عدل لهذا القضاء الفصل فقال العليم لابد من بسم اللّٰه الرحمن الرحيم فهذا أيها الولي الشاهدان و الولي فهذا كان أول تركيب الأدلة و بعد هذا عرضت الشبه المضلة [سر كن و البسملة]و من ذلك سر كن و البسملة فيمن علله من الباب الخامس قال الحلاج و إن لم يكن من أهل الاحتجاج بسم اللّٰه منك بمنزلة كن منه فخذ التكوين عنه فمن تقوى جأشه و استدار عرشه و تمهد فرشه كرسول اللّٰه ﷺ قال كن و لم يبسمل فكان و لم يحوقل فمن ذاق ضاق و إذا ﴿اِلْتَفَّتِ السّٰاقُ بِالسّٰاقِ﴾ [القيامة:29] فإلى ربك المساق فإليه ترجع الأمور إذ كان منه الصدور لا تبسمل و قل بكن *** مثل ما قاله يكن فإليه رجوعنا *** لا إلينا فكن تكن [سر الروح و تشبيهه بيوح]و من ذلك سر الروح و تشبيهه بيوح من الباب السادس الروح من عالم الأمر الذي تدري *** كمثل ما نص لي في محكم الذكر و إن ربي بذاك القدر عرفني *** و كان تعريفه حقا على قدري أشرقت أرض الأجسام بالنفوس كما أشرقت الأرض بأنوار الشموس و إنما لم نفرد العين لأنها ما أشرقت إلا بما حصل فيها من نور الكون و إن كان الأصل ذلك الواحد فليس ما صدر عنه بأمر زائد فعددته إلا ما كن لما أنزل نفسه فيها منزلة الساكن فللحقيقة رقائق يعبر عنها بالخلائق [سر الكيف و الكم و ما لهما من الحكم]و من ذلك سر الكيف و الكم و ما لهما من الحكم من الباب السابع الكيف و الكم مجهولان قد علما *** و قد فهمت لما ذا جاءني بهما فهما يبلغنا علما بأن له *** فينا التحكم فانظره به لهما هو البيت المعمور بالقوى و الذي كان عليه الاستواء محل الظهور المشرق بالنور كلمة الحق و مقعد الصدق معدن الإرفاق و مظهر الأوفاق محل البركات و معين السكنات و الحركات به عرفت المقادير و الأوزان و به سمي الثقلان له من الأسماء المتين و هو الذي أبان النور المبين حكم في النور بالقسمة و ظهرت بوجوده الظلالات و الظلمة منه تتفجر ينابيع الحكم و تبرز جوامع الكلم يحوي على رموز النصائح و كنوز المصالح الشهادة سخافته و الغيب كثافته يستر للغيرة حتى لا يرى راء غيره يتقلب في جميع الأحوال و يقبل بذاته التصريف في جميع الأعمال [سر ظهور الأجساد بالطريق المعتاد]و من ذلك سر ظهور الأجساد بالطريق المعتاد من الباب الثامن تجسد الروح للابصار تخييل *** فلا نقف فيه إن الأمر تضليل قام الدليل به عندي مشاهدة *** لما تنزل روح الوحي جبريل البرزخ ما قابل الطرفين بذاته و أبدى لذي عينين من عجائب آياته ما يدل على قوته و يستدل به على كرمه و فتوته فهو القلب الحول و الذي في كل صورة يتحول عولت عليه الأكابر حين جهلته الأصاغر فله المضاء في الحكم و له القدم الراسخة في الكيف و الكم سريع الاستحالة يعرف العارفون حاله بيده مقاليد الأمور و إليه مسانيد الغرور له النسب الإلهي الشريف و المنصب الكياني المنيف تلطف في كثافته و تكثف في لطافته يجرحه العقل ببرهانه و يعد له الشرع بقوة سلطانه يحكم في كل موجود و يدل على صحة حكمه بما يعطيه الشهود و يعترف به الجاهل بقدره و العالم و لا يقدر على رد حكمه حاكم [سر المارج في الوالج]و من ذلك سر المارج في الوالج من الباب التاسع |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
| الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |
||||||||||





