الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
|||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب هو الباب الجامع لفنون الأنوار الساطعة و البروق اللامعة و الأحوال الحاكمة و المقامات الراسخة و المعارف اللدنية و العلوم الإلهية و المنازل المشهودة و المعاملات الأقدسية و الأذكار المنتجة و المخاطبات المبهجة و النفثات الروحية و القابلات الروعية و كل ما يعطيه الكشف و يشهد له الحق الصرف ضمنت هذا الباب جميع ما يتعلق بأبواب هذا الكتاب مما لا بد من التنبيه عليه مرتبا من الباب إلى آخره [لإمام المبين]فمن ذلك سر الإمام المبين و ما يتعلق بالباب الأول إن الإمام هو المبين شرع من *** شرع الأمور مبينا لعبيدة منها الذي في حقهم تدرونه *** و كذاك ما يختص في توحيده الإمام المبين هو الصادق الذي لا يمين مجلى ما أحاط به العلم و تشكل فيه الكيف و الكم و حلت به الأعراض و فعل بالإرادات و الأغراض و انفعلت له الأوعية المراض النور الباهر و جوهر الجواهر يقبل الإضافات الكونية و الاستنادات العينية و الأوضاع الحكمية و المكانات الحكمية رفيع المكانة كثير الاستكانة علم في رأسه نار عبرة لأولي الأبصار يملي جميع ما سطر و ما هو بمسيطر ما له وجود إلا بما يحمله و لا يفصل إلا بما يقبله هو المحصي لما علم و جهل و فصل و أجمل لكل صورة فيه عين و له في كل صورة كون يمد و يستمد و يعدله و بعد منه ظهرنا و إياه نهينا و أمرنا [سر الظرف الموضع في الحرف]و من ذلك سر الظرف الموضع في الحرف مما يتعلق بالباب الثاني الظرف وعاء و الحرف وطاء تختلف صورته و تحكم سورته هو معنى المعاني المظهر لاختلاف الأشكال و المباني يحوي اللّٰه وجوده و يغني عن شهود الحق شهوده منازله معدودة و آثاره مشهودة و كلماته محدودة و آياته بالنظر مقصودة أعطى مقاليد البيان فأفصح و أبان فمنه نثر و منه نظم و منه أمر و منه حكم و فيه حق و فيه خلق ففيه عدل و فيه ظلم له التلفظ و الرقم و له التوهم لا الوهم لا وجود له إلا به فأنبته أبان للاذان ما ستره الجنان نطق عن الغيب بما لا شك فيه و لا ريب يشهده الايمان و العيان صحفا مكرمة ﴿مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرٰامٍ بَرَرَةٍ﴾ هو ابن الإمام لا بل أبوه الذي له الكمال و التمام إذا أسهب ذهب و إذا أوجز أعجز فصيح المقال كثير القيل و القال تختلف أشكاله و معارجه و تخفى على المتبع آثاره و مدارجه كائن بأين راحل قاطن استوطن الخيال و افترش الكتاب و استوطأ اللسان [سر التنزيه النزيه]و من ذلك سر التنزيه النزيه و هو ما يتعلق بالباب الثالث تنزهنا عن التنزيه لما *** رأيناه يدل على الشبيه و قلنا ذاك حظ الحق منا *** بعلم الواحد الفرد النبيه التنزيه تحديد المنزه و التشبيه تثنية المشبه فيا ولي تنبه و تفكر فيمن نزه و شبه هل حاد عن سواء السبيل أو هل هو من علمه في ظل ظليل في خير مستقر و أحسن مقيل المنزه يخلى و المشبه يحلي و يحلي و الذي بينهما لا يخلى و لا يحلي بل يقول هو عين ما بطن و ظهر و أبدر و استسر فهو القمر و الشمس و العالم له كالجسد للنفس فما ثم إلا جمع ما في الكون صدع إن لم يكن الأمر كذلك فما ثم شيء هنالك و الأمر موجود لا بل وجود و الحكم مشهود لا بل شهود و بالنسب صح النسب و لو لا المسبب ما ظهر حكم السبب فإن قلت ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] زال الظل و الفيء و الظل ممدود بالنص فعليك بالبحث و الفحص [سر البدء اللطيف و ما جاء فيه من التعريف]و من ذلك سر البدء اللطيف و ما جاء فيه من التعريف من الباب الرابع إن العالم علامة بدؤه ممن فهو علامة على من ما استتر عين حتى يظهره كون رأينا رسوما ظاهرة و ربوعا داثرة قد كانت قبل ذلك عامرة و ناهية و أمره فسألناها ما وراءك بإعصام فقالت ما يكون به الاعتصام فقلت ما ثم إلا اللّٰه و حبله و ما لا يسع أحدا جهله فقال لو لا الكثائف ما علمت اللطائف و لو لا آثارها ما ظهر منارها فمن خبت ناره انهد مناره له حضرة القدس و ما ينم به إلا الحس لو لا الحس بشهود الأثر ما عرف للطيف خبر النفس عمياء للقرب المفرط و ما تشهده الحواس و هي الصماء عن إدراك الوسواس و هي الخرساء فلا تفصح و العجماء فلا تعقل فتوضح سرى اللطيف من اللطيف فناسبه *** و بدا له منه الخلاف فعاتبه |
|
|||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |