الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) | 
![]()  | 
	![]()  | 
	||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة) 
	
النار كالنور في الإحراق قد شهدا *** لذلك الأمر ما مولاي قد عبدا فالكل دان به و الكل دان له *** له التحكم فينا كلما وردا أول جواد كيا حين أمر فأبى و أول من قدح في النهي من نهي و ما انتهى سن الخلاف في الائتلاف فأظهر النقيض ليعرف الحبيب من البغيض امتثل الأمر فيما يشقيه و حل به ما كان يتقيه يحالف الردي و يخالف الهدى و لا يترك سدى و مع اتصافه بالخوف لا يبرح في معاملته بالحيف فإذا جنح منهم من جنح إلى ربه طائعا و كان لباب سعادته قارعا لم يحسن أحد يقرع قرعة و كان الحق بصره و سمعه إن سمع أنصت و إن أسمع أبهت [سر النور في الخفاء و الظهور]و من ذلك سر النور في الخفاء و الظهور من الباب العاشر الشمس مشرقة الشمس محرقة *** بنورها فهي نور حكمه نار و ليس يعبدها إلا أخ عمه *** ندب جليد له في القلب آثار أشرقت الأنوار حين شرقت و تميزت بها الأعيان فافترقت فأغنت الإشارات عن العبارات فمنها من هيم فتهيم و منها من حكم فتحكم فلكل عين مقام معلوم و حد مرسوم فمنه مرموز و منه مفهوم يحلقون نفوسهم كما يشاءون و في أي صورة شاءوها يتحولون هم الحدادون و الحجاب و لهم الظهور و الحجاب ﴿إِنَّ هٰذٰا لَشَيْءٌ عُجٰابٌ﴾ [ص:5] يكثرون التكبير و يحفون بالسرير لهم المقام الأشمخ و منزلهم بين اللّٰه و العلماء منا في البرزخ فأصحاب النسب منهم عند أرباب الفكر هم الحلفاء من البشر يعلم ذلك من تحقق بالنظر و اعتمد على ما جاء به الكشف و الخبر في مجاري العبر و العقول من حيث أدلتها قاصرة عن درك هذا العلم لطموس عين الفهم [سر الافتتاح بالنكاح]و من ذلك سر الافتتاح بالنكاح من الباب الأحد عشر أنا في الوجود باب *** و عليه منه قفل فإنا بعل بوجه *** و بوجه أنا أهل القول من القائل في السامع نكاح فعين المقول عين ما تكون من السامع فظهر ظهور المصباح التوجه سبب القول و التكوين على التعيين في المحل الظاهر لنزول الباطن إلى الظاهر و هذا نكاح بين المعنى و الحس و الأمر المركب و النفس ليجمع بين الكثيف و اللطيف و يكون به التمييز و التعريف و إن خالف تركيب المعاني تركيب الحروف فهو كخلاف المعرفة و المعروف ثم ينزل الأمر النكاحي من مقام الافتتاح إلى مقام الأرواح و من المنازل الرفيعة إلى ما يظهر من نكاح الطبيعة و من بيوت الأملاك إلى نكاح الأفلاك لوجود الأملاك و من حركات الأزمان إلى نكاح الأركان و من حركات الأركان إلى ظهور المولدات التي أخرها جسم الإنسان ثم تظهر في الأشخاص بين مباض و مناص فالنكاح ثابت مستقر و دائم مستمر [سر الدور المستدير و الاستواء على السرير]و من ذلك سر الدور المستدير و الاستواء على السرير من الباب الاثنتي عشرة استوينا على السرير لأمر *** هو دور و الدور عم كيانه فاستدارت بنا الأمور و حارت *** حين حزنا جنابه و جنانه الدهر حول قلب و لهذا يتنوع في الصور و يتقلب لو لا استدارة الزمان ما ظهرت الأعيان و لو لا الملوان ما كان الحدثان بتكرار الفصول يدوم حكم الأصول و به ظهور الإنعام هنا و في دار السلام إنما دار السرير ليحيط بالكائنات علم التفصيل و التدبير فيباشر الأمور بذاته و يهبها ما يناسبها من هباته فإن الخزائن لديه و في يديه فلو لا الإحاطة و الدور ما تمكن و لا كان له ما سكن فلا نفوذ للمحاط به فانتبه و من قال بالحور في الدور تعوذ من الحور بعد الكور و لا يقول بالحور إلا من لا علم له بالتسيير و لا يعرف قبيلا من دبير الأمر أمام و القول بالقهقرى خلف من الكلام [سر الفرش و حملة العرش]و من ذلك سر الفرش و حملة العرش من الباب الثالث عشر أنا في الفرش وجود *** و وجود الفرش عرشي إذا كنت إماما *** كانت الأكوان فرشي أرواح و صور متكئون على سرر و أعدية و مراتب لها طرق و مذاهب فالأرواح و الصور بين ملائكة و بشر البشر لمباشرة اليدين و الملائكة للتردد بين العين و العين من لا أين إلى أين و من أين إلى لا أين و من أين إلى أين  | 
	
	
  | 
	||||||||
![]()  | 
	![]()  | 
	||||||||
| الفتوحات 
	المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.  | 
	|||||||||
    




