الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
![]() |
![]() |
||||||||
الصفحة - من الجزء (عرض الصورة)![]() «يحب كل مفتن تواب» و «في الخبر وجبت للمتحابين في» و «في الخبر حبوا اللّٰه لما أسدى إليكم من نعمه» و «في الخبر أن اللّٰه جميل يحب الجمال و أن اللّٰه يحب أن يمدح» و «قال عليه السّلام حبب إلي من دنياكم ثلاث» الحديث و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا و اعلم أن مقامها شريف و إنها أصل الوجود و عن الحب صدرنا *** و على الحب جبلنا فلذا جئناه قصدا *** و لهذا قد قبلنا و لهذا المقام أربعة ألقاب[اللقب الأول] منها الحبو هو خلوصه إلى القلب و صفاؤه عن كدورات العوارض فلا غرض له و لا إرادة مع محبوبه (و اللقب الثاني)الودو له اسم إلهي و هو الودود : و الود من نعوته و هو الثابت فيه و به سمي الودود الثبوتة في الأرض (و اللقب الثالث)العشقو هو إفراط المحبة و كنى عنه في القرآن بشدة الحب في قوله ﴿وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّٰهِ﴾ [البقرة:165] و هو قوله ﴿قَدْ شَغَفَهٰا حُبًّا﴾ [يوسف:30] أي صار حبها يوسف على قلبها كالشغاف و هي الجلدة الرقيقة التي تحتوي على القلب فهي ظرف له محيطة و قد وصف الحق نفسه في الخبر بشدة الحب غير أنه لا يطلق على الحق اسم العشق و العاشق و العشق التفاف الحب على المحب حتى خالط جميع أجزائه و اشتمل عليه اشتمال الصماء مشتق من العشقة (و اللقب الرابع)الهوىو هو استفراغ الإرادة في المحبوب و التعلق به في أول ما يحصل في القلب و ليس لله منه اسم و لحصوله سبب نظرة أو خبر أو إحسان و أسبابه كثيرة و معناه «في الخبر الإلهي الصحيح حب اللّٰه عبده إذا أكثر نوافل الخيرات» و كذلك اتباع الرسول فيما شرع و هذا منزلته فينا مسمى الهوى قال بعضهم في الحب المولد عن الخبر يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة *** و الأذن تعشق قبل العين أحيانا (و لنا في الحب المولد عن النظر و الخبر في الغزليات) حبي لغيرك موقوف على النظر *** إلا هواك فمبناه على الخبر إنه يعلم أني ما علمت لها *** على الذي قيل لي أختا من البشر فبغيتى من عزلتي إن أفوز بها *** و أن تجود على عيني بالنظر (و لنا أيضا في هذا المعنى) حقيقتي همت بها *** و ما رآها بصري و لو رآها لغدا *** قتيل ذاك الحور فعند ما أبصرتها *** صرت بحكم النظر فبت مسحورا بها *** أهيم حتى السحر يا حذرى من حذرى *** لو كان يغني حذرى حكم القضاء و القدر *** و إنما هيمني و اللّٰه ما هيمني *** جمال ذاك الخفر يا حسنها من ظبية *** ترعى بذات الخمر إذا رنت أو عطفت *** تسبى عقول البشر تفتر عن ظلم و عن *** حب غمام نشر كأنما أنفاسها *** أعراف مسك عطر كأنها شمس ضحى *** في النور أو كالقمر إن سفرت أبرزها *** نور صباح مسفر أو سدلت غيبها *** ظلام ذاك الشعر يا قمرا تحت دجى *** خذي فؤادي و ذر عيني لكي أبصركم *** إذ كان حظي نظري فإن مبني كلفي *** بحبها من خبري (و لنا أيضا في هذا المعنى) الأذن عاشقة و العين عاشقة *** شتان ما بين عشق العين و الخبر فالإذن تعشق ما و همي يصوره *** و العين تعشق محسوسا من الصور فصاحب العين إن جاء الحبيب له *** يوما ليبصره يلتذ بالنظر و صاحب الأذن إن جاء الحبيب له *** في صورة الحس ما ينفك عن غير إلا هوى زينب فإنه عجب *** قد استوى فيه حظ السمع و البصر و ألطف ما في الحب ما وجدته و هو أن تجد عشقا مفرطا و هوى و شوقا مقلقا و غراما و نحولا و امتناع نوم و لذة بطعام |
|
||||||||
![]() |
![]() |
||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |