﴿قَدْ شَغَفَهٰا حُبًّا﴾ [يوسف:30] أي صار حبها يوسف على قلبها كالشغاف و هي الجلدة الرقيقة التي تحتوي على القلب فهي ظرف له محيطة و قد وصف الحق نفسه في الخبر بشدة الحب غير أنه لا يطلق على الحق اسم العشق و العاشق و العشق التفاف الحب على المحب حتى خالط جميع أجزائه و اشتمل عليه اشتمال الصماء مشتق من العشقة
(و اللقب الرابع)الهوى
و هو استفراغ الإرادة في المحبوب و التعلق به في أول ما يحصل في القلب و ليس لله منه اسم و لحصوله سبب نظرة أو خبر أو إحسان و أسبابه كثيرة و معناه «في الخبر الإلهي الصحيح حب اللّٰه عبده إذا أكثر نوافل الخيرات» و كذلك اتباع الرسول فيما شرع و هذا منزلته فينا مسمى الهوى قال بعضهم في الحب المولد عن الخبر
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة *** و الأذن تعشق قبل العين أحيانا
(و لنا في الحب المولد عن النظر و الخبر في الغزليات)
حبي لغيرك موقوف على النظر *** إلا هواك فمبناه على الخبر
إنه يعلم أني ما علمت لها *** على الذي قيل لي أختا من البشر
فبغيتى من عزلتي إن أفوز بها *** و أن تجود على عيني بالنظر
(و لنا أيضا في هذا المعنى)
حقيقتي همت بها *** و ما رآها بصري
و لو رآها لغدا *** قتيل ذاك الحور
فعند ما أبصرتها *** صرت بحكم النظر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية