﴿تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الأعراف:54] و هذا كان علم الحسين بن منصور رحمه اللّٰه فإذا سمعت أحدا من أهل طريقنا يتكلم في الحروف فيقول إن الحرف الفلاني طوله كذا ذراعا أو شبر أو عرضه كذا كالحلاج و غيره فإنه يريد بالطول فعله في عالم الأرواح و بالعرض فعله في عالم الأجسام ذلك المقدار المذكور الذي يميزه به و هذا الاصطلاح من وضع الحلاج
[كن-علم عيسى-الرحمة الشاملة]
فمن علم من المحققين حقيقة كن فقد علم العلم العلوي و من أوجد بهمته شيئا من الكائنات فما هو من هذا العلم و لما كانت التسعة ظهرت في حقيقة هذه الثلاثة الأحرف ظهر عنها من المعدودات التسعة الأفلاك و بحركات مجموع التسعة الأفلاك و تسيير كواكبها وجدت الدنيا و ما فيها كما أنها أيضا تخرب بحركاتها و بحركة الأعلى من هذه التسعة وجدت الجنة بما فيها و عند حركة ذلك الأعلى يتكون جميع ما في الجنة و بحركة الثاني الذي يلي الأعلى وجدت النار بما فيها و القيامة و البعث و الحشر و النشر و بما ذكرناه كانت الدنيا ممتزجة نعيم ممزوج بعذاب و بما ذكرناه أيضا كانت الجنة نعيما كلها و النار عذابا كلها و زال ذلك المزج في أهلها فنشأة الآخرة لا تقبل مزاج نشأة الدنيا و هذا هو الفرقان بين نشأة الدنيا و الآخرة ألا أن نشأة النار أعني أهلها إذا انتهى فيهم الغضب الإلهي و أمده و لحق بالرحمة التي سبقته في المدى يرجع الحكم لها فيهم و صورتها لا تتبدل و لو تبدلت تعذبوا فيحكم عليهم أولا بإذن اللّٰه و توليته حركة الفلك الثاني من الأعلى بما يظهر فيهم من العذاب في كل محل قابل للعذاب و إنما قلنا في كل محل قابل للعذاب لأجل من فيها ممن لا يقبل العذاب فإذا انقضت مدتها و هي خمس و أربعون ألف سنة تكون في هذه المدة عذابا على أهلها يتعذبون فيها عذابا متصلا لا يفتر ثلاثة و عشرين ألف سنة ثم يرسل الرحمن عليهم نومة يغيبون فيها عن الإحساس و هو قوله تعالى ﴿لاٰ يَمُوتُ فِيهٰا وَ لاٰ يَحْيىٰ﴾ [ طه:74]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية