[مراقبة الوجود مراقبة الحق خلقه لحفظ الوجود عليه]
المراقبة نعت إلهي لنا فيه شرب قال تعالى ﴿وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾ [الأحزاب:52] و هو قوله ﴿وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا﴾ [البقرة:255] يعني السموات و هو العالم الأعلى و الأرض و هو العالم الأسفل و ما ثم إلا أعلى و أسفل و هو على قسمين عالم قائم بنفسه و عالم غير قائم بنفسه فالقائم بنفسه جواهر و أجسام و غير القائم بنفسه أكوان و ألوان و هي الصفات و الأعراض فعالم الأجسام و الجواهر لا بقاء لهما إلا بإيجاد الأعراض فيهما فمتى لم يوجد فيهما العرض الذي به يكون بقاؤها و وجودها تنعدم و لا شك أن الأعراض تنعدم في الزمان الثاني من زمان وجودها فلا يزال الحق مراقبا لعالم الأجسام و الجواهر العلوية و السفلية كلما انعدم منها عرض به وجوده خلق في ذلك الزمان عرضا مثله أو ضده يحفظه به من العدم في كل زمان فهو خلاق على الدوام و العالم مفتقر إليه تعالى على الدوام افتقارا ذاتيا من عالم الأعراض و الجواهر فهذه مراقبة الحق خلقه لحفظ الوجود عليه و هذه هي الشئون التي عبر عنها في كتابه إنه كل يوم في شأن :
[مراقبة كمال الوجود مراقبة الحق عباده فيما كلفهم به و رسم لهم من حدوده]
و مراقبة أخرى للحق في عباده و هي نظره إليهم فيما كلفهم من أوامره و نواهيه و رسم لهم من حدوده و هذه مراقبة كبرياء و وعيد فمنهم من و كل بهم من يحصي عليهم جميع ما يفعلونه مثل قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية