[الشارع فصل للنفس جميع ما يرضيه و ما يسخطه منها]
ففصل الشارع لها جميع ما يرضيه منها و ما يسخطه من ذلك عليها إن فعلته و ما لا سخط فيه و لا رضي فما كان مما يرضي اللّٰه فهو إلقاء ملكي و في حق النبي إلقاء ملكي و إلهي و ليس للإلقاء الإلهي مدخل في الأولياء الأتباع جملة واحدة أعني في الأحكام بتحليل أو تحريم و ما كان مما يسخط اللّٰه فهو إلقاء شيطاني لا ناري فمن الجن من يلقي الخير في قلوب الصالحين لهم بهم تلبس عظيم و امتزاج و محبة فما كان مما يلقي الشيطان فهو ملذوذ للنفس و محبب لها و مزين في عينها في الوقت مر العاقبة في المال و إلقاء الملك قد يكون مرا في الوقت لكنه ملذوذ في المال و كلتا الحالتين لا تقتضيهما النفس من ذاتها
[مواقف الناس أمام أغراض النفس]
فلا ينبغي للعاقل أن يساعد النفس فيما تتعلق به من الأمور التي تأمره بها مما يقع له فيها غرض إما عرضي أو ذاتي إلا المؤمن و العارف فالمؤمن يساعدها في الغرض الذاتي و هو كل ما تأمره به من المباح خاصة و من ملذوذات الطاعات و أما العارف الذي الحق سمعه و قواه فيساعدها في جميع أغراضها فإنه نور كله و النور ما لا ظلمة فيه و لذلك «كان ﷺ يقول في دعائه و اجعلني نورا» لأن النفس ما ينسب إليها ذم إلا بعد تصريفها آلتها في المذموم و هو الظلمة فيقال قد اغتاب الغيبة المحرمة عليه و قد كذب الكذب المحرم عليه و قد نظر النظر المحرم عليه و ما لم يظهر الفعل على الآلات لم يتعلق بها ذم و العارف قد وقع الإخبار الإلهي عنه بأن الحق جميع قواه فذكر الآلات فلهذا أبحنا للعارف مساعدة النفس لما هو عليه من العصمة في ظاهره الذي هو الحفظ
(الباب الرابع عشر و مائة في معرفة الحسد و الغبط)
حسد القلب حصاد *** و هوى النفس بعاد
عينه في الجنس تبدو *** و هو الملك الجواد
فإنا أحسد مثلي *** و بهذا القوم سادوا
ما لنا مثل سوانا *** حسد الحق العباد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية