﴿إِلاّٰ بِلِسٰانِ قَوْمِهِ﴾ [ابراهيم:4] ليبين لهم ما أنزل إليهم ليفهموا و قد بين ﷺ و بلغ و أشهد اللّٰه على أمته أنه بلغ فجهلنا النسبة ب ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] خاصة و فهمنا معقول هذه الألفاظ الواردة و أن المعقول منها واحد بالنظر إلى الوضع فتختلف نسبتها باختلاف المنسوب إليه ما تختلف حقائقها لأن الحقائق لا تتبدل فمن وقف مع هذه الألفاظ و معانيها و قال بعدم علم النسبة إلى الحق فهو عالم مؤمن و من نسبها على وجه من وجوه المصارف الخارجة عن التجسيم فلا مؤمن و لا عالم فلو أنصف هذا الناظر في ذات اللّٰه ما نظر في ذات اللّٰه و آمن بما جاء من عند اللّٰه إذ قد دله دليل على صدق المخبر و هو الرسول فهذا منعني في هذا الباب من الكلام في ذات اللّٰه بما تعطيه أدلة العقول و عدلنا إلى علم ذلك بما جاء من المنقول مع نفي المماثلة في النسبة و العلم الصحيح بحقيقة الصفة الواردة الموصوف بها ذاتا مجهولة و قد نصحتك فاعلم و اثبت على ما جاءتك به الشريعة تسلم فهو أعلم بنفسه و أصدق في قوله و ما عرفنا إلا بما هو عليه ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6] ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾
(الباب الثامن و السبعون و مائة في معرفة مقام المحبة)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية