فإذا جاء الظالم إلى الحق المشروع الذي بأيدينا اليوم فإن تجسد له في الصورة المحمدية فيعلم أنه من أصحاب هذا الذكر إما في النوم أو في اليقظة كيف كان و إن لم يتجسد له فما هو ذلك الرجل فإذا تجسد له فلا يخلو أن يستغفر اللّٰه هذا الظالم نفسه أو لا يستغفر اللّٰه فإن استغفر اللّٰه و لم ير صورة الرسول تستغفر له فإنه ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة:128] فيعلم عند ذلك أنه ما استغفر اللّٰه فإن استغفاره اللّٰه في ذلك الموطن يذكر النبي ﷺ بالاستغفار لله في حقه فيجد اللّٰه عند ذلك ﴿تَوّٰاباً رَحِيماً﴾ [النساء:16] و قد ظلمت نفسي و جئت إلى قبره ﷺ فرأيت الأمر على ما ذكرته و قضى اللّٰه حاجتي و انصرفت و لم يكن قصدي في ذلك المجيء إلى الرسول إلا هذا الهجير و هكذا تلوته عليه ﷺ في زيارتي إياه عند قبره فكان القبول و انصرفت و ذلك في سنة إحدى و ستمائة فقد أعلمتك كيف يجيء الظالم نفسه ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب الثالث و الخمسون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية