[قف عند ما قال لك الشارع عنه قف فذلك هو الأدب الإلهي]
و إذا كان الأمر كما ذكرنا فلا يستحي فلا حياء و لا حكم له بل يضرب الأمثال و يقيم الأشكال و يعلم لمن يخاطب و من يفهم عنه ممن لا يفهم و لكل فهم فلو وجد عند السامع ما هو أخفى من البعوضة لجاء بها كما قد جاء بذلك مجملا بقوله ﴿فَمٰا فَوْقَهٰا﴾ [البقرة:26] فأمرك و علمك في هذه الآية أن لا تترك شيئا إلا و تنسبه إلى اللّٰه و لا يمنعك حقارة ذلك الشيء و لا ما تعلق به من الذم عرفا و شرعا في عقدك ثم تقف عند الإطلاق فلا تطلق ما في العقد على كل شيء و لا في كل حال وقف عند ما قال لك الشارع قف عنده فإن ذلك هو الأدب الإلهي الذي جاء به الشرع و الأدب جماع الخير و في إيراد الألفاظ يستعمل الحياء لأنك تترك بعضها كما أمرت و في العقد لا تترك شيئا لا تنسبه إلى اللّٰه و هو مقام ترك الحياء فعامل اللّٰه تعالى بحسب المواطن كما رسم لك و لا تنازع ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية