نور الإله أجل منك نفاسة *** و مع الجلال جليسه المصباح
لم يعتزل عن نور كون حادث *** و إلى التعلق ذاته ترتاح
لو أن نور الحق معتزل لما *** ظهر الوجود و دامت الأفراح
بالنور من فلك البهاء إذا بدا *** للناظرين أضاءت الأشباح
[مثير العزلة إنما هو خوف القواطع أو رجاء الوصلة]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك أن مثير العزلة إنما هو خوف القواطع عن الوصلة بالجناب الإلهي أو رجاء الوصلة بالعزلة به لما كان في حجاب نفسه و ظلمة كونه و حقيقة ذاته يبعثها على طلب الوصلة ما هي عليه من الصورة الإلهية كما يطلب الرحم الوصلة بالرحمن لما كانت شجنة منه
[ارتباط الكون بالله وصف ذاتى للكون]
ثم إن العبد رأى ارتباط الكون بالله ارتباطا لا يمكن الانفكاك عنه لأنه وصف ذاتي له و تجلى له في هذا الارتباط و عرف من هذا التجلي وجوبه به و أنه لا تثبت لمطلوبه هذه الرتبة إلا به و أنه سرها الذي لو بطل لبطلت الربوبية و رآه في كل شيء مثل ما هو عنده و نسبة كل شيء إليه كنسبته هو إليه فلم يتمكن له الاعتزال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية